الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
  1. الصورة الرمزية حبيبة والدها

    حبيبة والدها تقول:

    Arrow كفى مخادعة

    بسم الله الرحمن الرحيم


    الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على النبي المصطفى الأمين ، وعلى آله وأصحابه إلى يوم الدين .
    أما بعد :
    فهناك صنف من الناس دائم الشكوى والتبرم والتظلم ، ولا يكفّ عن إلقاء الوم على غيره ، ويتساءل دائماً في حيرة وقلق :

    لماذا لا يوفقني الله لطاعته ؟ لماذا يجعلني من أهل معصيته ؟ لماذا يبتليني بالأمراض والضعف في بدني ؟ لماذا يكدر عليّ معيشتي ؟ لماذا لا يجعلني أشعر بالسعادة والفرح والسرور ؟ لماذا يبتليني بالهموم والغموم والأحزان وضيق الصدر ؟ لماذا يوقعني في المصائب والفشل والبلايا ؟ لماذا يبتليني بالغضب وضعف البصيرة ؟

    ولو تأمل هذا المشتكي في ذلك ، لعلم أن الآفة فيه والبلية منه ، فسبب تلك الشرور والمصائب التي تحيط بالإنسان هي نفسه التي بين جنبيه ! قال تعالى { أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ الّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [165: سورة آل عمران] ، وقال تعالى { مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ الّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ } [79: سورة النساء] ، وقال تعالى : { وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَن كَثِيرٍ} [30: سورة الشورى]

    فالجزاء من جنس العمل ، والحصاد من جنس البذرة ، واعمل ما شئت فكما تدين تدان !!

    ولكن الإنسان لا يرى ذلك ؛ لأنه طُبع على الجهل والظلم وحُسن الظن بالنفس والرضى بأفعالها . قال تعالى { إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا } [72: سورة الأحزاب] .
    وقال تعالى : {إِنَّ الإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ} [6: سورة العاديات] ، قال ابن عباس ومجاهد رضي الله عنهما : كفور جحود للنعم . وقال الحسن : هو الذي يعدُّ المصائب وينسى النعم . وقال أبو عبيدة : هو قليل الخير.

    هكذا أنت أيها الإنسان ! أنت الظالم الجاهل .. الكفور الكنود .. الجحود لنعم الله تعالى .. إلا من رحم الله عز وجل من عباده الصالحين { وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} [13: سورة سبأ] .

    كيف تشتكي وأنت القاعد في طريق مصالحك تقطعها عن الوصول إليك ؟
    وكيف تتبرم وأنت الغيم المانع لإشراق شمس الهدى على قلبك ؟
    وكيف تتظلم وأنت الحجر الذي قد سد مجرى الماء الذي به حياتك ؟

    ومع ذلك تستغيث : العطش العطش !!

    فليس منك أضر منك على نفسك كما قيل :

    ما تبلغ الأعداءُ من جاهل *** ما يبلغ الجاهل عن نفسه
    - فأنت الظالم وتدعي أنك مظلوم .. وأنت المعرض وتزعم أنهم طردوك وأبعدوك !!
    - تولي ظهرك الباب .. بل تغلقه على نفسك .. وترمي مفتاحه وتضيعه وتقول :

    دعاني وسدَّ الباب دوني فهل إلى *** دخولي سبيل بينوا لي قصتي !!
    كن عاقلاً
    * أما العاقل فإنه ينظر إلى نفسه ، ويحاسبها ، ويعرف أنها محلُ جناية ومصدر البلاء ؛ لأنها خلقت ظالمة جاهلة ، وأن الجهل والظلم يصدر عنهما كل قول وفعل قبيح . وهذا النظر يدعوه إلى العمل على إخراجها من هذين الوصفين ، فيبذل جهده في تعلم العلم النافع الذي يخرجها عن وصف الجهل ، ويبذل جهده في اكتساب العمل الصالح الذي يخرجها به عن وصف الظلم .

    ويرغب إلى خالقها وفاطرها أن يقيها شرها ، وأن يؤتيها تقواها ، وأن يزكيها فهو خير من زكاها ، فهو وليّها ومولاها ، وألا يكله إلى نفسه طرفة عين ، فإنه إن أوكله إليها هلك . قال تعالى { وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [16: سورة التغابن].

    * فيا عبد الله !
    - إذا وقعت في معصية ، فاعلم أن ذلك منك لا من غيرك .
    - وإذا نزل بك بلاء ، فبسبب جهلك وظلمك .
    - وإذا عشت في ضيق وهم وغمّ وكرب وخوف وقلق ، فاعلم أن ذلك بسبب بعدك عن ربك ، وإعراضك عن خالقك وفاطرك .. فانظر في نفسك .. ودققّ النظر ، فسترى سبب ذلك لائحاً أمام عينيك . أما إذا لم تر ذلك ، فالأمر كما قال الشاعر :

    قد تنكر العين ضوء الشمس من رمدٍ *** وينكر الفم طعم الماء من سقم
    قال تعالى {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ } [سورة الزلزلة] .

    كفى مخادعة
    فيا من تشكو وتظلم وتبرم !
    - أين أنت من القيام بواجب العبودية لله عز وجل ؟
    - أين عبودية قلبك ؟
    - أين عبودية لسانك ؟
    - أين عبودية جوارحك ؟
    - أين أنت من الصلاة ؟
    - أين أنت من الزكاة ؟
    - أين أنت من الصيام ؟
    - أين أنت من الزكاة ؟
    - أين أنت من الحج ؟
    - أين أنت من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟
    - أين أنت من بر الوالدين وصلة الأرحام والإحسان إلى الجيران ؟
    - أين أنت من مصاحبة الأخيار والتخلق بأخلاقهم ؟
    - أين أنت من ترك صحبة الأشرار وتكثير سوادهم ؟
    - أين أنت من مزاحمة العلماء بالركب وحضور مجالسهم ؟
    - أين أنت من الاهتمام بشؤون المسلمين والدعاء لهم والتألم لآلامهم ومصائبهم ؟
    - أين أنت من صدق الحديث والوفاء بالوعد وأداء الأمانة ، وترك الغيبة والنميمة والحسد والبغضاء ؟
    - أين مراقبتك لله وقد جعلته أهون الناظرينَ إليك ؟
    - أين شكرك للنعم وأنت تستخدم نعمه في محاربة ليلاً ونهاراً ؟
    - أين حفظك للرأس وما وعى ؟
    - أين حفظك للبطن وما حوى ؟
    - أين ذكرك للموت والبلى ؟
    - فالعين منك مسخَّرة في النظر إلى المحرمات ، ومشاهدة القنوات التي تعرض للعهر والفجور ، وتدعو إلى الفساد والرذيلة .
    - واليدُ : جعلتها وسيلة لإيذاء من لا يحلُّ لك إيذاؤه ، أو لمس ما لا يحلُّ لك لمسه ، أو تناول مالا يجوز لك تناوله .
    - الرجلُّ : وظفتها في السعي إلى الحرام ، وإيذاء عباد الله الصالحين ، بدلاً من السعي إلى الطاعات وإقام الصلوات .
    - والقلب يهوى ويتمنى ..
    - والفرج يصدّق ذلك أو يكذّبه .
    قال تعالى : {يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(24) يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ الَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ الَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ(25) }[ سورة النور].

    سبيل النجاة
    * أخي المفرّط !
    هذا بعض ما جَنَتْه يداك .. وهذه عاقبة أفعالك ومعاصيك ، ولكنك لا تشعر : {لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ } [22: سورة ق] .

    * أما في الدنيا : فأنت من أعظم الناس غروراً .. ترجو النجاة ، وتأمل السعادة والراحة ، وتطمع في الفرح والسرور والسكينة والطمأنينة ، مع أنك دائم السير في الطرق الموصلة إلى أضداد هذه الأمور .

    ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها *** إن السفينة لا تجري على اليَبَسِ

    احفظ الله يحفظك
    هكذا قال صلى الله عليه وسلم : (( احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك )) [رواه أحمد والترمذي وقال : حسن صحيح ] .
    التعديل الأخير تم بواسطة ام حفصه ; 04 Feb 2013 الساعة 11:08 AM

    اللهم بارك فى عمر أمـى وامهاتكم ايها الاحبة فى الله
    ▪ ▫ ▪ ▫
    اللهم ارحم أبـي حبيبي وموتى المسلمين
    ▪ ▫ ▪ ▫
    أنا ابنة أمي و أبي من نسل شريف عربي
    الإسلام ديني ومطلبي
    المغرب وطني ونسبي
    أتريد معرفة مذهبي؟
    [ لا إله إلا الله]حسبي
    محمد رسوله الأبي سيرته هدفي ومكسبي
    تلك هويتي وأس كتابي حتى أوسد شبر ترابي








     
  2. الصورة الرمزية عبدالله الكعبي

    عبدالله الكعبي تقول:

    افتراضي رد: كفى مخادعة


     
  3. الصورة الرمزية ابو يزن

    ابو يزن تقول:

    افتراضي رد: كفى مخادعة





     
  4. الصورة الرمزية ام حفصه

    ام حفصه تقول:

    افتراضي Re: كفى مخادعة

    الله المستعان ------------






    الدمعه- طيف- رضى رزقتم الجنه بلا حساب ----والجميع----