عن أَبِي ذَرٍ قالَ: قالَ لي رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "
اتّقِ الله حَيْثُ مَا كُنْتَ،
وَأَتْبِعِ السّيّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا،
وَخَالِقِ النّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ".
رواه الترمذي وقال: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. وحسنه الألباني في صحيح الترمذي رقم (1618).
قال محمد بن عبد الرحمن المباركفوري في كتاب تحفة الأحوذي، شرح جامع الترمذي:
•(اتّقِ الله): أي بالإتيان بجميع الواجبات والانتهاء عن سائر المنكرات، فإن التقوى أساس الدين وبه يرتقي إلى مراتب اليقين.
• (حَيْثُ مَا كُنْتَ، ): أي في الخلاء وفي النعماء والبلاء، فإن الله عالم بسر أمرك كما أنه مطلع على ظواهرك، فعليك برعاية دقائق الأدب في حفظ أوامره ومراضيه، والاحتراز عن مساخطه ومساويه "وأتقوا الله إن الله كان عليكم رقيباً".
• (وَأَتْبِعِ ): أمر من باب الأفعال وهو متعد إلى مفعولين.
•
(السّيّئَةَ): الصادرة منك صغيرة وكذا كبيرة على ما شهد به عموم الخبر وجرى عليه بعضهم لكن خصه الجمهور بالصغائر.
• (الْحَسَنَةَ): صلاة أو صدقة أو استغفارا أو نحو ذلك .
•( تَمْحُهَا ): أي تدفع الحسنة السيئة وترفعها، والإسناد مجازي، والمراد يمحو الله بها آنارها من القلب أو من ديوان الحفظة، وذلك لأن المرض يعالج بضده فالحسنات يذهبن السيئات.
• (وَخَالِقِ النّاسَ) :أمر من المخالفة مأخوذ من الخلق مع الخلق أي خالطهم وعاملهم.
• (بِخُلُقٍ حَسَنٍ): أي تكلف معاشرتهم بالمجاملة في المعاملة وغيرها من نحو طلاقة وجه، وخفض جانب، وتلطف وإيناس، وبذل ندى، وتحمل أذى، فإن فاعل ذلك يرجي له في الدنيا الفلاح، وفي الاَخرة الفوز بالنجاة والنجاح.