التثبيت أو التثبيط في عالم الصحوة
الشيخ : سلطان العمري
إنه حرف " ت " أو " ط " وبينهما تشابه في النطق ولكن التفاوت في المعنى كبير جداً.
مرادي هل يا ترى نحن في حياتنا مع هذه الصحوة المباركة علمية كانت أو دعوية أو تربوية أو غير ذلك، هل نحن نمارس التثبيت أو التثبيط؟!.
يا ترى هل وسائل الإعلام بأنواعها: القنوات والإذاعة والصحف وغيرها هل هي تقصد إلى تثبيت معالم الدين وحملته وتدافع عنهم، أم أنها تمارس التثبيط وإسقاط الرموز، وزرع الإحباط في النفوس؟!.
هل يا ترى خطيب الجمعة عندما يرتقي درجات المنبر يغرس في نفوس المستمعين له الأمل والطموح وبث المعنويات العالية أم أنه صاحب " ط " الذي يثبط ويطعن في النوايا ويسرد السلبيات بلا ضوابط.
وتلك الزوجة يا ترى هل هي تمارس مع زوجها صاحب الهم الدعوي تثبيتاً ودعماً له وتشجيعاً على البقاء في خطى الدعوة وتقوي من عزمه، أم أنها ستتهمه بالتقصير في البيت وتسرد له بين حين وآخر حديث " خيركم خيركم لأهله " وقصدها الميل به من هدفه العالي إلى أن يتحول إلى رجل لا طموح له ولا غاية له إلا في حدود طعام أسرته وحوائجهم فقط؟!.
وإني أتساءل هل ذلك الشيخ مع طلابه يحقق مبدأ " التثبيت " والتشجيع لهم ويزرع فيهم الأمل لقيادة الأمة أم أنه لا يحمل هذا المبدأ، وقصاراه أن يلقي درسه ثم يسير إلى بيته غافلاً عن دور " ت " في صناعة الحياة.
وهل مدرس الحلقة ينظر إلى دور التثبيت لطلابه وأنه هدف كبير يجب التخطيط له والإعداد له أم يكتفي فقط بأن يسمع منه المحفوظ من القرآن؟!.
وبعد هذه الجولة بين " ت " و " ط " أرجو أن أكون قد نجحتُ في إقناعك بأهمية تثبيت من حولنا.
ياله من دين