[B]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...[/B]
وبعد انقطاع طويل عنكم أحبتي في الله أهدي إليكم ه\ه الفتوى كفائدة علمية جيدة لكم وأتمنى أن تكونوا كلكم بخير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحن نعيش في قريه مختلط، الثلثان مسلمون والثلث مسيحيون, علاقتنا ممتازة, نحن (المسلمون ) نشاركهم أفراحهم وأتراحهم وهم كذلك أيضا، جرت العادة في قريتنا أن يقوم المؤذن بالإعلان من خلال مكبر الصوت في المسجد عن وفاة شخص ما؛ لكي يتم إبلاغ كل أهالي القرية .
السؤال هو: ما هو حكم الشرع في أن يتم الإعلان عن وفاة شخص مسيحي في المسجد؟
خصوصا وأن هناك جدلاً بين الائمة في القرية نتج عنه قيام إمام المسجد الأول بالسماح للمؤذن بالإعلان عن وفاة المسيحي, بينما قام إمام المسجد الاول والثاني بمنع الإعلان عن وفاة المسيحي محرمين ذلك .
تنويه : في حالة أن الميت مسيحي ينادي المؤذن هكذا: "ياأهل القرية نعلمكم بوفاة فلان الفلاني، وسيتم دفنه غداً في الساعة الرابعة، أما إذا كان الميت مسلم ينادي المؤذن هكذا:" ياأهل القرية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نعلمكم بوفاة فلان الفلاني وسيشيع جثمانه غداً بعد صلاة العصر، له الرحمة ولكم من بعده طول البقاء, وإنا لله وإنا إليه راجعون )
فما حكم ذلك وجزاك الله خيراً .
الاجابة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أما الإعلان عن أموات النصارى في المساجد فلا يجوز. ولا يجوز للمسلم كذلك أن يحضر دفن الميت الكافر.
ولكن يجوز للمسلم أن يعزى النصارى في ميتهم بالدعاء لهم بالهداية وجبر المصيبة، ولا يدعوا للميت الكافر.
أما الإعلان عن أموات المسلمين في المسجد، فإن كان من باب النعي فلا يجوز؛ لحديث حذيفة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ( كان ينهى عن النعي)، أخرجه أحمد والترمذي وحسنه، والمراد بالنعي المحرم هنا ما كانت تفعله الجاهلية من تعداد محاسن الميت والمفاخرة، وما قد يصاحب ذلك من منكرات، وهذا لا يجوز لا في المسجد ولا في خارجه.
أما إذا كان الإعلان عن الميت المسلم من باب الإخبار والإعلام فقط فلا حرج؛ لحديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم ( نعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه، وخرج بهم إلى المصلى، فصف بهم، وكبَّر عليه أربعاً ) متفق عليه، وذلك من أجل تجهيزه والصلاة عليه ودفنه، وما يترتب على الإعلام بوفاته من حقوق خاصة وعامة.
وأنبه إلى أنه لا يجوز للمسلم أن يشارك النصارى في أعيادهم وأفراحهم وأتراحهم الدينية، فهذا محرم، ولا حرج في أن يشاركهم في أفراحهم الدنيوية من باب اغتنام ذلك في تأليف قلوبهم ودعوتهم للإسلام ، بشرط ألاّ يكون في احتفالاتهم محرم كالخمر والاختلاط ، أو الملاهي ونحوها من المحرمات التي قلّ أن تخلو منها أفراحهم.
وفقنا الله وإياكم لالتزام السنة، والبعد عن الخلاف والشقاق ، والله تعالى أعلم .
د. ناصر العمر