كتاب
جاهلية القرن العشرين
د.محمد قطب
يمنع وضع الروابط
لمحة :
أما الجاهلية الحديثة فشأنها أوعر، وأخبث، وأعنف ..
إنها جاهلية((العلم))!
جاهلية البحث والدراسة والنظريات!
جاهلية النظم المستقرة المتعمقة فى التربة!
جاهلية التقدم المادى المفتون بقوته، المزهو بما وصل إليه من آفاق!
جاهلية الكيد المنظم المدروس المخطط الموجه لتدمير البشرية.. على أسس علمية!
جاهلية لا مثيل لها فى التاريخ ..
* * *
وهذا الكتاب معنى بدراسة هذه((الظاهرة)) التى يعيش فيها القرن العشرون.. ظاهرة الجاهلية..
معنى بدراسة أسبابه . وملامحها. وانعكاساتها فى تصورات البشر وسلوكهم الواقعى. ونتائجها فى حياتهم. ومستقبلها.
وشواهدنا فى هذه الدراسة مستمدة كلها من الواقع الذى نعيش فيه، سواء فى الشرق أو الغرب..
شواهد من كل الأرض..
وهدفنا من هذه الدراسة هو تصحيح التصور وتصحيح السلوك0 هو كشف هذه الجاهلية التى تفتن الناس باسم((التقدم)) و((التطور)) و((الحضارة)) و((المدنية)).. حتى يفيئوا إلى أنفسهم، ويعرفون حقيقة الهوة التى ينحدرون إليها، وهم يحسبون أنهم مهتدون..
وهدفنا كذلك التبشير بمستقبل البشرية..
المستقبل الذى نؤمن به.. حين يخرج الناس من الظلمات إلى النور..
وأنا أعلم بطبية الحال أن هذا الأمر لا يصنعه كتاب.. ولا ألف كتاب!
ولكنى هنا أسجل أمرين اثنين:
أولهما: أننى أومن حقا بأن((الكلمة)) لا يمكن أن تضيع.. وإن تجافتها الآذان فترة من الزمان ..
والثانى: أننى أومن بأن هذا التحول من الظلمات إلى النور قد بدأ بالفعل!
بدأ فى الظلمات الحالكة بصيص من النور.. أراه رأى العين.. وعلى ضوئه أكتب هذا الكتاب .