هذه المخدرات والمسكرات لمن----

ذكرت الصحف أن دوريات حرس الحدود بالمنطقة الشرقية أحبطت خلال العام الماضي 1430هـ، أكثر من 1400 كيلو جرام من الحشيش، وتمكن رجال الجمارك بمنفذ البطحاء من إحباط عملية تهريب 25.199 زجاجة خمر كانت مخبأة في شاحنة، هذا بالإضافة إلى ملايين من حبوب الكبتاجون، والمورفين وغيره من أنواع المخدرات التي نشعر بالفخر بإنجازات الجهات الأمنية المختلفة التي تتمكن من اكتشافها قبل وصولها لمقصدها.

مع كل الاعتزاز والفخر بإنجازات القبض على المهربين، وإحباط عمليات التهريب، إلا أن المراقب لحجم ما يضبط سنويا، يصاب بالذهول من الكميات الكبيرة التي تستهدف المملكة العربية السعودية، ويجعلنا نتساءل ما مصير الكميات التي لا يتم اكتشافها؟ وهل فعلا ما يضبط يعادل 20% فقط من نسبة ما يدخل البلد فعلا؟ فإذا كانت الكميات التي تضبط كبيرة وهي تعادل 20% تقريبا فكيف نقدر حجم الأضرار التي سوف يعاني منها المجتمع إذا وصلت الكمية الفعلية المتبقية والتي تبلغ 80% إلى المستهلكين؟

تطالعنا الصحف كل يوم تقريباً بأخبار ضبط العديد من محاولات التهريب لأنواع عديدة من المخدرات، الدراسات في جميع دول العالم تؤكد على أن الشباب يعتبرون من أكثر المستهلكين للمخدرات، بالإضافة للأشخاص الذين يعانون من ضغوط نفسية واجتماعية واقتصادية، وبحسبة بسيطة فإن من يفشل في إكمال دراسته، ومن يفشل في الحصول على تعليم مناسب، ومن يفشل في الحصول على وظيفة مناسبة ذات دخل جيد، ومن يعيش في أسرة مضطربة، ومن يُعاني من صعوبات في تنظيم حياته بشكل ينعكس على قدرته على الإنجاز، كل أولئك معرضون للكثير من الضغوط التي قد تدفعهم لتعاطي المخدرات هروباً من الواقع الذي يعيشونه. والسؤال الذي يطرح نفسه، هل نكتفي بنشوة ضبط وإفشال محاولات التهريب؟ أم الأمر أكثر من ذلك؟ شبابنا بحاجة إلى مزيد من الجهد، لذا فإن مؤسسات المجتمع المدني المختلفة مطالبة بتقديم كافة الخدمات لحفظ شباب هذه الأمة، فالشباب بحاجة لأسر واعية متماسكة تربيهم على مكارم الأخلاق، وهم بحاجة إلى تعليم يُعنى ببناء الشخصية الإيجابية، وبيئة جامعية تشغل وقته وتنمي مهاراته، ورعاية صحية راقية، وخدمات اجتماعية متكاملة، ومناشط رياضية مختلفة، كل ذلك وأكثر قد يساعد بطريقة أو بأخرى على حفظ شبابنا من الضياع. منقول للمناقشه----