احلام اليقظة ...
سيطرة أحلام اليقظة على الفرد تؤدي إلى أضرار نفسية، تراود أحلام اليقظة الإنسان الطبيعي كل يوم، وإن اختلف الأفراد فإنما يختلفون بنوع تلك الأحلام والفترة التي تستغرقها لديهم. على سبيل المثال حوالي من 2 إلى 4% من الأفراد يصرفون نصف وقت فراغهم بأحلام اليقظة. كما ذكرت بعض الدراسات بان بعض الأفراد يصرفون 10% من وقتهم في تلك الأحلام. تكون هذه الأحلام عندما يريد الفرد حل مشكلة، أو عندما يكون وحده، أو يسير بالشارع، أو يمارس عملاً يوميًّا كممارسة الحلاقة، أو الجلوس في الحافلة، أو البقاء في الحمام، أو أداء الأعمال المنزلية، خاصة تلك التي تتطلب الهدوء.
وهكذا فإن أحلام اليقظة تراود الفرد في كل زمان ومكان. كما تلعب درجة الانتباه دورًا مهمًّا في ذلك، أي كلما انخفض مجهود العمل وقلَّ الانتباه كلما زادت أحلام اليقظة. يتعلق هذا النوع من الأحلام بالمشاكل اليومية إن كانت اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية أو غيرها. كما أن لأحلام اليقظة علاقة بالمشاكل النفسية التي يتعرض لها الأفراد والتي يصعب عليهم حلُّها في الواقع عندها يلجؤون إلى أحلام اليقظة. كما أن هناك من الأفراد يمتزج لديهم الواقع مع الأحلام، ولا يستطيعون أن يفرقوا بين أحلام اليقظة وأحلام النوم، ومن هنا تبدأ المشكلة النفسية.
هناك تباين في وجهات النظر حول أحلام اليقظة بعضهم يذكر بأنها تتعلق بمواقف لا شعورية يتمنى الإنسان تحقيقها، وهناك من يذكر بأنها من نتاج الذاكرة، وأنها كسلسلة لقصة الحياة اليومية التي يمر بها الفرد، وآخر يذكر بأنها معلومات غير واقعية تنطلق من الذاكرة وتسيطر على الفرد، وآخر يذكر بأنها أمنيات لم يستطع الفرد تحقيقها في الواقع، عندها يحاول تحقيقها بواسطة أحلام اليقظة، وهكذا
تعدَّدت الآراء واختلفت وواقع الأحلام واحد.
طبيعة أحلام اليقظة: يحدث نوع من شرود الذهن لدى الفرد، والذي يؤدي بالتالي إلى انعزاله عن الواقع، وذلك بانشغاله بتخيلاته. كثيرًا ما يمارس المراهقون والأطفال تلك الأحلام؛ وذلك لإشباع رغباتهم التي لا يمكن إشباعها بالشكل الاعتيادي، قد يكون بسبب الرقابة الفكرية والاجتماعية التي تتمثل في الآداب الاجتماعية، والتقاليد، والأخلاق، والدين.
كما أنها تحدث عندما يكون الفرد في حالة توتر نفسي، أو حالة ضعف جسمي، أو حالة خدر عند المرض، أو لدى حالة الاسترخاء. ومن طبيعة الفرد بأنه لا يفصح عن أكثر أسراره، وهو ما جعل إحاطة هذه الأحلام بنوع من الغموض.
لأحلام اليقظة فوائد كثيرة، ولكن إن زادت عن الحد فتكون لها مضار ما عدا التخيل المبدع، أو التخيل التأمُّلي. تسيطر على الفرد هذه الأحلام بعد أن يشوبها نوع من تحوير الصور الحقيقية أو إعادة الصور النفسية اللاشعورية إلى الشعور، بحيث يكون بعيدًا عن الحذف والانتقاء، وبشكل آلي وعفوي أحيانًا. هناك من الأفراد من يتخيل الأحداث الماضية ويستعرضها كأنها فيلم سينمائي، وينسجم ويسرح مع هذا الخيال، وقد تطول تلك الفترة بحيث تساعد الفرد على تحقيق وإشباع حاجاته التي لا يستطيع أن يشبعها في الواقع. يكون هذا الموقف مفيدًا إذا كان في حالة معتدلة، أما إن زاد عن الحد فإنه مُضِرّ؛ لأنه يؤدي إلى الانعزال وإهمال الحياة الواقعية.
أنواع أحلام اليقظة: تشمل أحلام اليقظة على نوعين هما ما يأتي:
- أحلام اليقظة الإيجابية التي تؤدي إلى الإبداع وحل المشاكل التي يتعرض لها الفرد، والراحة النفسية والتخلص من التوتر. وتؤدي إلى راحة الجهاز العصبي، وتقوية الروابط العصبية في الدماغ، والتخطيط للمستقبل. كما تنبِّه وتنشط القسم الأيمن من المخ. تساعد هذه الأحلام الأطفال على نمو الجوانب الاجتماعية والإدراكية. وتؤدي إلى راحة الذاكرة، ومساعدة الفرد على صفاء الذهن، خاصة عند
وضع خطة عمل معينة، وتساعد على الاسترخاء والتأمل. دلَّت التجارب على أن التأمل الناتج عن أحلام اليقظة له فوائد صحية جمَّة لجميع الأعمار.
- أحلام اليقظة السلبية: يتضمن هذه النوع من الأحلام استعراض المواقف المخيفة والمرعبة التي تعرض لها الفرد، أو استعراض العلاقات الاجتماعية السلبية التي مرَّ بها الفرد، وعندما يغوص في تلك الأحلام عندها يسيطر عليه الخوف والرعب والحزن، تبعًا لنوعية الموقف الذي يستعرضه. كثيرًا ما نشاهد هذا النوع من الأفراد يجهش في البكاء، أو ينهض من مكانه وهو قلق لا يعرف ماذا يفعل، أو يصاب بنوبة انتقامية معينة، كأن يهجم على الطعام يأكل ويشرب لا يدري ماذا يأكل، أو يغضب ويثور، ولا يدري السبب، أو يعتدي أحيانًا على الآخرين، أو يكسر الأشياء، وعندما يهدأ يتساءل: ماذا أصابني؟ ولماذا عملت هذا؟ يحدث هذا للأفراد المتوتِّرين والذين هم في صراع داخلي مع مشاكلهم أو الذين يشعرون بالذنب الذي لا يستطيعون البوح به للغير خوفًا من انتشارها.
ثانيًا - أما إن شعر الأنسان بأن حالته مطابقة لما مرَّ سابقًا، فعليه اتباع التوصيات التالية:
- أن يكون حذر من سيطرة أحلام اليقظة عليه.
- أن يكون مِقْود تلك الأحلام بيدك، وتسيِّره متى أردت، وتوقفه في الوقت المناسب.
- حاول أن تجلس مع أفراد العائلة والأصدقاء قدر الإمكان.
- لا تجلس بغرفتك وحدك.
- انشغل بقراءة القرآن القصص والمجلات المسلِّية.
- حاول حلّ المسابقات التي تطرحها بعض الصحف والمجلات.
- اشغلي نفسك بالأعمال المنزلية التي ترغبين فيها. اذا كان المريض انثى
- مارس النشاطات الاجتماعية التي تشغلك عن الانزواء، كالانضمام للجمعيات الخيرية أو النوادي الاجتماعية .
- شاهد برامج التلفاز الترفيهية البعيدة عن المشاكل، والأخبار المحزنة، والحروب، والمثيرات
- الْعَب مع الأطفال إن كان هناك مجال.
- احك همومك لأقرب الناس إليك كي تخففي عن كاهلك.
- استفيدمن قدراتك ومهاراتك، ومارس بعض الهوايات التي تشغلك عن العزلة