بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى أله وصحبه أجمعين
هذه مقاله وجدتها في أحد المنتديات منذ مايقارب الثلاث سنين وأحببت إعادة نشرها لعل الله ينفع بها
حوار مع عالم من علماء السلاطين...
قد يعجب القارئ الكريم من هذه العبارة ، ولكنها الحقيقة ، فأنا عقلي صغير لا يفهم الحضارة !! في كثرة الزحام ، وأكوام الكلام ، وأسراب الحمام ضاعت المنارة !! - يقول العالم النحرير: الوقت لا يطيرُ ، لابد من الخنوع والخضوع في الإشارة !!
- أمتنا العظيمة: يدوسها الأنجاس ، يصفعها الأوباشُ ، والعالِم القدير ، يكاد أن يطير ، لأنه ركّب جملة من الكلام ، في تناسق وإنسجام ، مفادها:
- لا زلنا أذلة بعد ان أعزنا الله بالإسلام !!
- أنا لا أفهم الحضارة !! لأن أختي الصغيرة ، في القرية الصغيرة ، في الضاحية الفقيرة ، مُزّق ثوبها ، دُنّس عرضها ، والعالم الخطير ، العاقل البصير ، يقول لي:
- لم تُسدل الستارة !!
- ليس في شرعنا جهاد ، لأن الفرض لا يعرفه غير أهل الإجتهاد !! قُتّل الأفراد ، تمزقت ، تفتّتت ، تشرذمت ، أستبيحت البلاد ، ولا زال الجهاد في شرعنا لم يفرض لنا ، لأن صاحبنا ، وهو الشريف عندنا ، أفتى لنا بأن:
- كل ما لنا ليس لنا ، وما ليس لنا ليس لنا ، ونحن ومن حولنا لنا لنا ، لأننا لسنا هنا ، وإننا ، فإننا ، وليتنا ، لعلنا ، دنا ، دنا ، فدندنا ... لكننا ، فهمننا كلامنا ، لأننا ، شفاهنا ، هنا هنا ، ليست هنا ، فليتنا !! هكذا في بلادنا ، تصاغ الفتاوى لنا !!
- عقلي الصغير يكاد أن يطير ، لأن من أستشير ، أقصد الخبير ، يقول لي:
- إياك والإبهام في الكلام ، واليقظة في المنام لا خير في الأحلام !!
- رفعت إصبعي !!
- قال: يا مسكين ، إياك والمشعوذين "المجاهدين" ، وما الجهاد إلا بدعة في الدين ، نعوذ بالله من الخسران المبين .. يا بني: من يرفع الإصبع ، يكاد أن يرفع السكّين ، أهذا طريق الأوّلين !! إنما هي دعوة الحمام والسلام والياسمين ، ألم ترى مآل المشاغبين في نهر البارد وابوغريب وفي جنين !!
- قلت ولكن ؟
- قال: أتريد أن تكون من الخارجين !! "ولكن" (وقال في سكون): الإعتراض على الحاكم ضربٌ من الجنون ، والحُكم في شرعنا للمعترض السجون ، أما الامر الذي في شرعنا لا يُغتفر ، والذي به يصير المرء في سقر: مخالفة ولاة الامر: "حكامنا" الذين يستسقى الغمام بهم ، والذين يُستظل بظلهم ، والذين نأكل ونشرب من خيرهم ، والذين عزنا بعزهم !!
- يا شيخنا: هلّا زدتنا ، وفهّمتنا ، وعلّمتنا !! أكل هذا لمن ولّاه الله أمرنا ، وصاروا ولاة وفق شرعنا !!
- ما هذا الهذيان !! والكفر والبهتان !! حكامنا تفضلوا علينا بحُكمنا ، فما نحن إن لم يكونوا هاهنا شرعنا ما أملوه علينا لنا !!
- ولكن يا شيخنا: القرآن والصحاح ، والسنن الملاح !!
- يا بني: حكامنا ، من فرط حبهم لنا ، نسخوا الجهاد والشهادة ، وأبقوا لنا صلاة الميت والجنازة ، فجزاهم الله عن الإسلام خير الإجازة ، فلولا حكامنا ، لكنا من فرط جهلنا ، نعادي عدونا ، فيموت مَن حولنا ،
- القدس يا شيخنا ، مقدساتنا !!
- يابني: ولاة أمرنا ، ألا تراهم بين قمة ومؤتمر ، فيه الشريف والوضيع وأُنثى وذَكر ، يناصحون أبناء
عمنا ، "الحماس" دون أمرهم جريمة لا تُغتفر ، عليك باتباع رأيهم إن أمْر عنا ..
- اتقي النار، وسنة الأشرار ، والزم ذوي الوقار ، يا ولدي: في ديننا أسرار ، لا يعلمها الفجار ، ليس كل نصٍّ أتى يفهمه الشُّطار ، النصُّ بادٍ ولكن له قرار ، أكثر النصوص لم يُزل عنها السِّتار .
- الله المستعان ..
- نعم: سلِّم أمرك لولاة أمرنا ، فهم أرسوا دعائم الشورى لنا ، وحُفظت بحفظهم أحكام وحْينا: الربا فائدة و الحكم بما لم يشرعه ربنا هو الصحيح الصريح عندنا.. فكُن بكل هذا بصير ، تجد لك في الورى نصير ، فرأسك الصغير ، بالجهل قد يطير !!!