الأصول الثلاثة
التي يجب على كل مسلم ومسلمة معرفتها
وهي : معرفة العبد : ربَّه ، ودينَه ، ونبيَّه محمداً صلى الله عليه وسلم .
فإذا قيل لك : مَنْ ربك ؟ فقل : ربي الله ، الذي ربَّاني وربَّى جميع العالمين بنعمته ، وهو معبودي ، ليس لي معبودٌ سواه .
وإذا قيل لك : ما دينك ؟ فقل : ديني الإسلام ، وهو : الاستسلام لله بالتوحيد ، والانقياد له بالطاعة ، والبراءة من الشرك وأهله .
وإذا قيل لك : مَنْ نبيُّك ؟ فقل : محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم ، وهاشم من قريش ، وقريش من العرب ، والعرب من ذريةِ إسماعيل بن إبراهيم ، عليهما وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم .
أصل الدين وقاعدته أمران
الأول : الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له ، والتحريض على ذلك ، والموالاة فيه ، وتكفير من تركه .
الثاني : الإنذار عن الشرك في عبادة الله ، والتغليظ في ذلك والمعاداة فيه ، وتكفير مَن فعله .
شروط ( لا إله إلا الله )
الأول : العلمُ بمعناها نفياً وإثباتاً .
الثاني : اليقينُ ، وهو : كمال العلم بها المنافي للشك والريب .
الثالث : الإخلاصُ المنافي للشرك .
الرابع : الصدقُ المنافي للكذب .
الخامس : المحبةُ لهذه الكلمة ، ولما دَّلت عليه ، والسرورُ بذلك .
السادس : الانقيادُ لحقوقها ، وهي : الأعمال الواجبة ، إخلاصاً لله وطلباً لمرضاته .
السابع : القَبولُ المنافي للرَّد .
أدلة هذه الشروط من كتاب الله تعالى ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم دليل العلم : قوله تعالى : ] فَاعْلَمْ أَنَّهُ لآ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ[] محمد : 19 [ ، وقوله : ] إِلاَّ مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [] الزخرف : 86 [ . أي بـ ( لا إله إلا الله ) ] وَهُمْ يَعْلَمُونَ [ بقلوبهم ما نطقوا به بألسنتهم .
ومن السنة : الحديث الثابت في الصحيح عن عثمان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( مَنْ ماتَ وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دَخَلَ الجنةَ )) .
ودليل اليقين : قوله تعالى : ] إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ اَلَّذِينَ ءَامَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ هُمُ الصَّادِقُونَ [] الحجرات : 15 [ .
فأشترط في صدق إيمانهم بالله ورسوله كونهم لم يرتابوا ، أي لم يَشُكُّوا ، فأما المرتابُ فهو من المنافقين .
ومن السنة : الحديث الثابت في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسُول الله صلى الله عليه وسلم : (( أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ، لا يلقى الله بهما عبدٌ غير شاكٍّ فيهما إلا دخل الجنة )) .
ودليل الإخلاص : قوله تعالى : ] أَلاَ لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ [] الزمر : 3 [ . وقوله سبحانه : ] وَمَآ أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَآءَ [ .ومن السنة : الحديث الثابت في الصحيح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم : (( أسْعَدُ الناس بشفاعتي مَنْ قال : لا إله إلا الله خالصاً من قلبه ( أو نفسه ) )) .
وفي الصحيح عن عتبان بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إِنَّ الله حَرَّمَ على النار مَن قال : لا إله إلا الله يبتغي بذلك وَجْهَ الله عز وجل )) .
وللنسائي في ( اليوم والليلة ) من حديث رجُلين من الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من قال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، مُخْلصاً بها قلبه ، يُصدِّق بها لسانه إلا فَتَقَ الله لها السماء فَتْقاً ، حتى ينظرَ إلى قائلها من أهل الأرض ، وحق لعبد نظر الله إليه أن يُعْطِيهَ سُؤْلَه )) .
ودليل الصدق : قوله تعالى : ] الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا ءَامَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ وَلَقَد فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم فَلَيَعْلَمَنَّ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ []العنكبوت:1-3 [ .
وقوله تعالى : ] وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ ءَامَنَّا بِاللهِ وَبِالْيَوْمِ الأَخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ يُخَادِعُونَ اللهَ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ [] البقرة : 8 - 10[ .
ومن السنة : ما ثبت في الصحيحين عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : (( ما منْ أحدٍ يشهدُ أن لا إله إلا الله ، وأنَّ محمداً عبده ورسوله ، صادقاً من قلبه ، إلاَّ حَرَّمه اللهُ على النار )) .
ودليل المحبة : قوله تعالى : ] وَمَنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ وَالْذِينَ ءَامَنُوا أَشَدُّ حُباًّ [] البقرة : 16وقوله : ] يَآأَيَّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى المُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآَئِمٍ [] المائدة : 54 [ .
ومن السنة : ما ثبت في الصحيح عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ثلاثٌ مَن كُنَّ فيه وَجَدَ حلاوةَ الإيمان : أن يكونَ اللهُ ورسولُهُ أحبَّ إليه مما سواهما ، وأن يُحبَّ المرْءَ لا يحبُّه إلا لله ، وأن يكرهَ أن يعودَ في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كَمَا يكرهُ أن يُقْذَفَ في النَّار )) .
ودليل الانقياد : ما دلَّ عليه قوله تعالى : ] وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ [] الزمر : 54 [وقوله : ] وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ [] النساء : 125 [ .وقوله : ] وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقىَ [] لقمان : 22 [ : أي بـ ( لا إله إلا الله ) .وقوله تعالى : ] فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتىَّ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماٍ [] النساء : 65 [ .
ومن السنة : قوله صلى الله عليه وسلم : (( لا يؤمنُ أحدُكم حتى يكونَ هواهُ تَبعاً لما جئْتُ به )) .
وهذا هو تمام الانقياد وغايتهُ .
ودليل القبول : قوله تعالى : ] وَكَذَلِكَ مَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَآ ءَابَآءَنَا عَلَى ءَاثَارِهِم مُّقْتَدُونَ قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُم بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيهِ ءَابآئَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَآ أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ فَنتَقَّمْنَا مِنْهُمْ فَأنُظر كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُكَذِّبِينَ [] الزخرف : 23-25 [وقوله تعالى : ] إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ يَسْتَكْبِرُونَ وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا ءَالِهَتِناَ لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ [] الصافات : 35- 36 [ .
ومن السنة : ما ثبت في الصحيح عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : (( مَثَلُ ما بعثني اللهُ به مِن الهُدَى والعلم كمثل الغَيْثِ الكثير أصاب أرضاً : فكان منها نَقيَّةٌ قَبلَتْ الماءَ فأنبتت الكلأ والعُشْبَ الكثير ، وكانت مهنا أجادبُ أمسَكَتِ الماءَ فنفع اللهُ بها الناس ، فشَربُوا وسَقوا وزَرعوا ، وأصاب منها طائفةً أخرى ، إنما هي قيعانٌ ، لا تُمسكُ ماءً ، ولا تُنْبتُ كَلأً ، فذلك مَثَل مَن فَقُه في دين اللهِ ونفعه ما بعثني الله به فَعَلمَ وعَلَّمَ ، ومَثَلُ مَنْ لم يرفعُ بذلك رأساً ، ولم يَقبلْ هُدى الله الذي أَرْسلْتُ به)).