بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
اما بعد..
كم نحن والله بحاجة لتأمل ما في كتاب الله
من حكم ووعظ وقصص وفوائدما الله بها عليم
ولكن الله المستعان
المهم هذي لطيفة من لطائف الشيخ الحبيب الى قلبي
الشيخ صالح المغامسي حفظة الله
في تفسير آية من كتاب الله
يقول:
قال الله جل وعلا:
{إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً}
(الإسراء:65)
قال شيخنا حفظه الله في تفسيره للآية:
{وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً}
من حيث صناعة المعنى هذه الآية تحتمل في المخاطب ثلاث جهات:
* إما أن يكون المخاطب إبليس،
* وإما أن يكون المخاطب عموم الإنسان،
* وإما أن يكون المخاطب النبي صلى الله عليه وسلم،
على الوجه الأول: أن المخاطب بالآية إبليس: يؤيده أن السياق يتحدث عن المحاورة بين الرب جل وعلا وبين إبليس {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ} نحن متفقون على أن المخاطب إبليس، {وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً} إذا أبقينا الآية في سياقها يصبح المخاطب إبليس، لكن الإشكال القائم في أن الله قال: {وَكَفَى بِرَبِّكَ} وهذا يُشعر بالقرب، وهو ما يتنافى مع خطاب الله مع إبليس، هذا هو الإشكال، وهذا الإشكال يُدفع بشيء آخر؛ الذين أثبتوا هذا القول يدفعون هذا الإشكال بشيء آخر وهو قولهم أن المقصود من ذكر الربوبية هنا بيان أن إبليس وإن خرج بكفره من طاعة الله بقدر الله إلا أنه لم يخرج عن سلطان الله؛ أي بكفره وعصيانه خرج من رحمة الله لكنه لم يخرج عن سلطان الله، فلهذا قالوا إن لفظ الربوبية هنا ليس المقصود منه التشريف ولكن المقصود منه بيان أن إبليس تحت سلطان الله جل وعلا وقهره... هذا الأول.
الوجه الثاني: قال بعضهم أن في الآية التفات، ومعنى الالتفات أن يتحول الخطاب وهو منحىً بلاغيا، فقولنا في الأول أن المخاطب إبليس لا يسمى التفاتاً لأنه كان مخاطبا من قبل، لكن لما أُدخل مخاطب آخر سميت القضية قضية التفات عند البلاغيين، وقالوا إن الملتفت إليه هو الإنسان عموما، فيصبح المخاطب بقول الله جل وعلا: {وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً}كأن الآية نقلت القضية إلى المسئولية الفردية في أن على كل إنسان أن يتعظ ويعتبر ويعلم أن الله جل وعلا وكيل وكفيل على كل شيء.
الوجهة الثالثة: أن يكون المخاطب النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا يثبته أصل عام
وهو أن الأصل أن القرآن المخاطب به أولا هو نبينا صلوات الله وسلامه عليه الله عليه وسلم
وهذا الذي يبدو ظاهرا لي من الآية
لأن لفظ {وَكَفَى بِرَبِّكَ} يشعر بالقرب
والنبي صلى الله عليه وسلم أولى الناس بهذا القرب.
محاسن التأويل / سورة الإسراء