أهم مقومات الهوية
مقومات الهوية هي العناصر التي تجتمع عليها الأمة بمختلف أقطارها
من وحدة عقيدة
ووحدة تاريخ
ووحدة اللغة
والموقع الجغرافي المتميز المتماسك
وأعظمها لا شك هي العقيدة والتي يمكن أن يذوب فيها بقية العناصر.
وإذا تحدثنا عن هويتنا الإسلامية
نجد أنها مستوفية لكل مقومات الهوية
فهويتنا منبثقة عن عقيدة صحيحة وأصول ثابتة تجمع وتوحد تحت لوائها جميع المنتمين إليها
تشغل منطقة جغرافية متصلة ومتشابكة وممتدة
وتتحدث لغة عربية واحدة وهي اللغة العربية لغة القرآن المصدر الأول للتشريع الإسلامي
وهدفها واحد وهو إعلاء كلمة الله وتعبيد العباد وتحريرهم من عبودية العباد إلي عبودية رب العباد
وهذا ما وعاه الجيل الأول من المسلمين
ماهي هويتنا ؟؟؟
[COLOR="Blue"]هويتنا الإسلامية هي عقيدتنا
هويتنا هي انتماء لأكمل دين
وأشرف كتاب نزل علي أشرف رسول لأشرف أمة
و بأشرف لغة في أشرف بقاع الأرض في أشرف شهور السنة وأشرف لياليها
هوية تنتمي لأشرف عقدة وأقوم هدي مدحها الله في كتابه[/COLOR
]{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ }فصلت33
{وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً }
النساء125الهوية الإسلامية
هي انتماء إلي الله عز وجل وإلي رسوله صلي الله عليه وسلم وإلي من آمن به وصدقه ونصره
من كانوا ؟ومتي كانوا ؟ وأينما كانوا ؟
قال تعالي
إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ{55} وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ{56}
سورة المائدة
{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }التوبة71
ومما زادني شرفا وفخرا ***وكدت بأخمصي أطأ الثريا
دخولك تحت قولك (ياعبادي )***.وأن صيرت أحمد لي نبيا
خصائص الهوية الإسلامية:
أنها هوية العقيدة:
فينضوي تحتها كل مسلم أيًّا كان مكانه أو شكله أو لغته
فلأهل الإسلام مميزاتهم الخاصة بهم
والتي تجعلهم كلهم تحت مسمى واحد ومعتقد واحد هو سماكم المسلمين من قبل.(
إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ)
[الأنبياء:92].
أنها لازمة لكل البشر:
لا يجوز لمسلم الخروج عنها
وهي فرض عين علي كل بني آدم منذ مبعث رسول الله صلي الله عليه وسلم إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها
(قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)[الأعراف:158].
روي مسلم في صحيحه عن أبي هريره رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلي الله
" وَالّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأُمّةِ يَهُودِيّ وَلاَ نَصْرَانِيّ، ثُمّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ، إِلاّ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النّارِ".
ووظيفة الأمة دعوة جميع البشر إلي الهوية الإسلامية
أنها متميزة عمَّا عداها:
وهذا التميز هو الذي يعطي كل قوم مقومات بقائهم، ويحفظ عليهم ثقافتهم وإيدلوجيتهم
فلا يذوبون في غيرهم
ولذا شمل هذا التميز كل جوانب الحياة بداية من العقيدة (لَكُمْ
دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ)
[الكافرون:6]
(اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ)
[الفاتحة:6، 7]. [COLOR="Blue"]ونهاية بالشكل الظاهر في الملبس والهيئة
" إياكم وزي الأعاجم"، ومرورا بكل أمور الحياة العملية "ليس منا من عمل بسنة غيرنا".[الطبراني في الجامع الصغير]. [/COLOR
](أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ)
[يونس:41].
[COLOR="Blue"]وهذا تميز ثابت في كل وقت وحين
أنها تستوعب حياة المسلم كلها وكل مظاهر شخصيته:
فهي تامة الموضوع محددة المعالم تحدد لصاحبها بكل دقة ووضوح هدفه ووظيفته وغايته في الحياة:[/COLOR
](قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ)
[الأنعام:162، 163].
هي مصدر العزة والكرامة:
(لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ)
[الأنبياء:10]
(وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ)
[المنافقون:8]
(مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً)
[فاطر:10]
(أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً)
[النساء:139].
وقال عمر رضي الله عنه: إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العز في غيره أذلنا الله.
تربط بين أبنائها برباط وثيق:
فتجعل الولاء بين أتباعها والمحبة بين أصحابها وتربط بينهم برباط الأخوة والمحبة والنصرة والموالاة
فهم جسد واحد
[COLOR="DarkRed"](إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)
[الحجرات:10]
(فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً)
[آل عمران:103]
(وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ)
[الحجرات:11][/COLOR
]"مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى سائر الجسد بالسهر والحمى" مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. "المسلم أخو المسلم".
علاقة الهوية الإسلامية بالوطنية
الهوية الإسلامية لاتعارض الشعور الفطري بحب الوطن الذي ينتمي إليه المسلم ولا الحرص علي خير هذا الوطن
بل المسلمون الصادقون هم أصدق الناس وطنية
فهم يريدون لوطنهم سعادتي الدنيا والآخرة بتطبيق الإسلام وحمايتهم من التبعية الثقافية لأعدائهم
لكن الوطن الحقيقي في مفهوم الهوية الإسلامية هو الجنة
حيث كان أبو البشر آدم عليه السلام ونحن في الدنيا منفيون عن هذا الوطن وساعون في العودة إليه
والإسلام رسم لنا طريق العودة
فالجنة هي دار السعادة وأمل كل مسلم
فحي عل يجنات عدن فإنها *** منازلنا الأولي وفيها المخيم
ولكننا سبي العدو فهل تري *** نعود إلي أوطاننا ونسلن ؟
أما في الدنيا فأحب الأطان إلي المؤمن ثلاثة :
مكة المكرمة ( فهي أحب بلاد الله إلي الله )
المدينة المنورة
بيت المقدس
وما عدا ذلك فالإسلام وطننا وعشيرتنا وحيث تكون الشريعة الإسلامية حاكمة وكلمة الله ظاهرة فثم وطننا الحبيب
وعقيدة المؤمن وطنه وقومه وأهله
ولست أدري سوي الإسلام لي وطنا ً ***الشام فيه ووادي النيل سيان
وحيثما ذكر إسم الله في بلد ***عددت أرجاءه من لب أوطاني
وأما الوطنية بمعناها المحصور في قطعة أرض رسم حدودها الإستعمار
فهو مفهوم دخيل لم يعرفه السلف ولا الخلف هدفه فقط تشتيت المسلمين
{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }
التوبة71
أخواتي الحبيبات أعتذر للإطالة عليكن
وللحديث بقية بإذن الله
تابعن معي أخواتي دمتن في حفظ الرحمن