ود اعاَ رمضــان
اللهم ربنا وخالقنا لك الحمد أن بلغتنا شهر رمضان فلك الحمد , وأعنتنا على الصيام فلك الحمد, فوالله إنها لكرامة لك أيها العبد أن بلغك ربك هذا الشهر الفضيل.
ولكن تعالوا نقف مع أنفسنا وقفة ؛ ونتساءل – هل تقبل الله منا صيام رمضان ,وهل كنا من الفائزين فى رمضان .... اجب على نفسك , وقل لها هل راعيت حرمة الشهر , هل أكثرت من قراءة القرآن , هل تركت ما يغضب الله عليك , هل صنت سمعك وبصرك ولسانك عما يبعدك من ربك , قل لها أخي/ أختي... هل أديت الصلاة فى جماعة المسجد يا رجال , وفى وقتها يا نساء ويا فتيات ... هل أكثرت من ذكر الله ... وهل أكثرت من الصدقات ومساعدة الفقراء؟
وغيرها من الأسئلة , والتي أجابتها تدلك على قدر حبك لربك.... واعلم إن ربك سبحانه لا يضيع أجر من أحسن عملا.
تعالوا نودع رمضان ونسأل الله أن يبلغنا إياه أعواماً عديدة:
كان صحابة النبي صلى الله عليه وسلم يودعون رمضان بالدموع الغزيرة, فتعالوا معاً هذا العام نجرب شيئاً جديداً لوداع رمضان .. نعم .. تعالوا نودعه بالدموع الساخنة, في المساجد.. أو في بيتك أو في غرفتك بينك وبين ربك أو في أى مكان تجد قلبك قريبا فيه من ربك.. وينبغي أن يكون قلبك هكذا دائماً, تعالوا نتذكر ما في رمضان من فضل وقرب من الطاعة , تعالوا نودعه ونقول:
يا شهر رمضـــــــان ترفـــــق دمــــــــــوع المُحبين تدفـــــــــــق
قلوبهـــــــــــــــم من ألــــــــــم :: الفـــــــــِــــراق تشــــــــــــــــــقـق
عسى لحظة الوداع تُخفف :: من ألم الشوق ما أحـــــــــــرق
عسى مُنقطع عن ركـــــــب :: المقبولـــــــــــــين يلحــــــــــــــــــــق
عســـــى أســــــــــــــــــيــــر :: الأوزار يــــــــــــُطـــــــــــــــلـق
عســــــــى من أســـــتوجـــب :: النــــــــــــــــــار يُعــــــــــــــــــــــتـق
فكم يتمنى كل منا أن يطول رمضان ولو ليوم واحد ؛ فقد يعتق الله رقبته من النار في هذا اليوم
أو قد يكون منقطع عن المقبولين فيلحق ركابهم. نسال الله من فضله ومنه وكرمه.
اللهم نسألك أن تتقبل منا صيام شهر رمضان وقيامه, وأن تجعلنا من الفائزين فيه برضوانك
ولا تجعلنا من الخاسرين, اللهم ربنا اجعلنا من عتقاءك من نارك الحامية المقطعة لأمعاء العاصين, واغفر لنا ما مضى ..... فقد عزمنا على مداومة طاعتك وعدم البعد عن مرضاتك إلهنا في باقي عمرنا .. فثبتنا وخذ بأيدينا إليك.
ما هو منهجك بعد رمضان؟ وكيف الثبات بعد رمضان؟
هل منهج الشيطان , أم منهج الرحمن سبحانه.... أخي / أختي في الله , من علامات قبول صيام رمضان كما ذكر العلماء ؛ أن تكون طائعاً لأوامر الله والتقرب إليه بعد رمضان .... فإياك ثم إياك أن تحتضن الشيطان بعد رمضان وتفر من الرحمن سبحانه فهذا هو الخسران فالفرار يكون إلى الله تعالى .. ففروا إلى الله.. ففر بعد رمضان إلى ربك جل وعلا.
• تمسك بهذه الخطوات الستة بعد رمضان حتى تثبت على طاعة ربك بإذن الله تعالى (1)-
احذ ر شيطانك بعد رمضان :
اعلم أن آخر ليلة من رمضان بعد أذان المغرب يفك الشيطان من أسره , وينطلق بضراوة , وهدفه هدم ما بنيته في قلبك من طاعة الله والقرب منه , فقد يجعلك تقع في معصية كبيرة ليلة العيد , فبفضل ربك... فإن ذنوبك التي ارتكبتها طيلة العام أنت غسلتها في رمضان وعزمت على عدم ارتكاب ما نهى الله عنه مرة أخرى , فيريد الشيطان لعنة الله عليه أن يوقعك في ذنب كبير أو ذنوب تهدم ما بنيته أنت من طاعة ربك, فإياك أخي / أختاه أن تترك له الفرصة ليدخل قلبك مرة أخرى ... إياك أن تترك صلاة الجماعة ... إياك أن تهمل تلاوة كتاب الله ... إياك أن تستمع إلى ما حرم الله تعالى من غناء أو غيره ... احذري أختاه .. يا من ارتديت ولبست الحجاب أو الخمار في رمضان فإياك أن تنزعيه وتتركيه بعد رمضان .. فربك واحد سبحانه وهذه أيام الله تعالى .. فأنت عابدة لله وليس للأيام.
(2)- الصلاة في المسجد:
حافظ علا صلاة الجماعة , وروحانية الصلاة الخاشعة بين صفوف المسلمين فى المساجد, وتذكر أن ثوابها يفوق صلاة الفرد 27 درجة, وأنت أختاه لا تؤخري الصلاة عن وقتها.
(3)- اذكر ربك كثيراً وســبح بالعشي والإبكار:
كما كنت في رمضان تكثر من ذكر الله تعالى ,, عليك أن تداوم على هذه العبادة الفضيلة , والتي لا تكلفك إلا أن تحرك لسانك بالتسبيح أو التحميد أو التهليل أو الاستغفار , وأنت جالس وأنت واقف وأنت تسير وأنت مقبل على نومك , ولا تترك أذكار الصباح والمساء فهي حرز وحصانة من الشيطان الرجيم , كما أوصانا حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم.
(4)- الدعــــــــــــــــــــــــــــــــــــاء:
في رمضان كانت ترفع الأيدي كثيرا إلى السماء قل آذان المغرب وفى الليل وفى قيام الليل وفى أوقات كثيرة .... فلا تترك هذه العبادة التي يغفل عنها كثير من المسلمين الذين ضحك عليهم إبليس ,,, فقد لا يرفع يده ويدعو ربه حتى لو مرة واحدة في الأسبوع , وهذه عبادة أوصى بها القرآن الكريم بل أمرنا بها الله تعالى , وأوصانا بها- نبينا محمد صلى الله عليه وسلم........ فادعو ربك كل يوم ولو .. في دقيقة واحدة .. ولا تقتصر على دعاء السجود فى الصلاة . فالله يحب أن يرى تذللك له ودعاءك له ورفع يديك إليه.
(5)- ابدأ ختمــــــــــة جديدة للقرآن الكريم:
هذه خطوة مهمة جداً تدحر الشيطان الرجيم وتكون سببا في هزيمته بإذن الله , فعليك أن تبدأ ختمة جديدة لكتاب الله تعالى بداية من أول يوم في العيد , حتى إذا قرأت كل يوم 10 آيات فحسب , أو صفحة من كتاب الله.
(6)- صُــحبة الأخيـار الصالحين:
عليك بصحبة الصالحين مُحبـــي طاعة الله سبحانه وتعالى.
العيـــــــــــــــــد
زكاة الفطر:
هي واجبة على كل فرد من المسلمين صغيرا أو كبيراً , ذكرا أو أنثى . حراً أو عبد.
شرعت في السنة الثانية من الهجرة , لتكون مطهرة للصائم مما عسى أن يكون قد وقع فيه من لغو ورفث ولتكون عونا للمحتاجين و الفقراء.
قدرها:
صاع من القمح أو الشعير أو الزبيب أو الأرز أو الذرة ؛ كل حسب ا ستطاعته,, وهو ما يُقدر بــ ( خمسة جنيهات 5) عن الفرد الواحد., ويجوز إخراجها نقدا – أي مالاً- حتى ينتفع بها الفقير.
وتخرج قبل صلاة العيد حتى تقبل زكاة .... قال صلى الله عليه وسلم :" من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة , ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات".
يوم العيد كيف يكون سلوكنا يوم العيد , هل نتحلل من طاعة الله , ونقبل على المعاصي , ونترك الصلاة , وقراءة القرآن , وذكر الله تعالى , وننـــزع الحجاب .؟ ...... كلا والله .. ليس هكذا .
• اجعل العيد عيد لك وللأمة بعودتك إلى رحاب وطاعة ربك , حتى بعد رمضان أنت متمسك يرضى الله تعالى وأوامر الله عز وجل.
• إياك أن تنسى أن أيام العيد المبارك أيام فرحة وبهجة وخير وبركة وهذا لا يكون إلا بطاعة لله رب العالمين... فاحذر المعصية .. في يوم العيد , فمن الأخطاء التي يرتكبها البعض في أيام العيد:
- الاختلاط وإطلاق النظر في النساء والفتيات , فاحذر أن تقع في ذلك .. وتذكر " النظرة سهم مسموم من سهام إبليس".
- قطع الأرحام واستمرار الخصومات بين الأقارب... بل اليوم يوم الوصال واليوم يوم التراحم , فصل أهلك ولتكن أنت صاحب المبادرة.
- إياك أن تنسى جيرانك ومن حولك فاليوم يوم نشر الحب والتعاون على طاعة الله .. فمر عليهم وسلم عليهم وأدعو لهم , وابتسم في وجوههم.
- لا تجعل البسمة تذ هب عن وجهك هذا اليوم وبش في وجوه إخوانك.
• صلاة العيد :
• هي سنة مؤكدة واظب عليها النبي صلى الله عليه وسلم وأمر بها الرجال والنساء أن يخرجوا لها:
- ويستحب فيها الغسل والتطيب ولبس أحسن الثياب.
- يستحب أن تأكل بضع تمرات قبل خروجك لصلاة العيد.
- الـذ هـاب للمصلى من طريق والرجوع من طريق آخر.
- التكبير من الخروج من بيتك وحتى صعود الإمام للخطبة بصيغة: ( الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله, الله أكبر الله أكبر ولله الحمد )
- التهنئة بالعيد بقولك: ( تقبل الله منا ومنكم )
• لا تنس إخوانك المسلمين في العراق وفلسطين والشيشان وكشمير وشتى البلاد التي تأن من سطوة أعداء الله .... فكن معهم دائماً بقلبك ودعاءك.... واحزن ولو للحظة واحدة فقط لهم ولكن لا تتمادى في حزنك فأنت مأمور بالفرح في يوم العيد , ولكن تذكرهم وتذكر حالهم دائماً.
واقرأ معي هذه الأبيات:
يحــــزن العيد عندما نلبس الجديد :: ونأكل الثريـــــــــد ونطمع فى المزيـــــد
ونقول لبعضنا عيدٌ سعـــــــــــــــــــــيد :: وأخوةٌ لنا عُــراةٌ فى الجليــــــــد
وجروح ودمــاءٌ وصــــــــــــــــــــــديد :: طفــــلٌ شريــد – أبٌ فقيـــــــــــد
وأمٍ تــأن من ظـــــــــــــــُــــــــــــــــلم :: جبـــــــّــــــــــارٍ عنيـــــــــــــــد
والمسجــــــــــــــــــــــد الأقصـــــــــــى:: يهــــــــدده الوعيـــــــــــــــــــد
ونحن نقــــــــــــــــــــول لبعضـــــــــنا :: عيـــــــــــــدٌ ســــــــــــــــــــعيد
ولســــــــــــــان حالهــــــــم يقــــــــول :: لمـــاذا جئـــت يا عيـــــــــــــــــد ؟
نسأل الله جل وعلا أن يبارك لنا فيما بقي من أعمارنا وأن يجعلنا ممن ينصرون كلمتيّ الحق والدين
أخوكم الأسيف2