بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
:
يُقال: " ما طارَ طَيْرٌ و ارْتَفَعْ إلا كَما طارَ وَقَعْ "
و في ذلكَ أقول:
" ما طارَ طَيْرٌ و ارْتَفَعْ إلا كَما طارَ وَقَعْ، ثُمَّ رَدَّ ارْتَفَعْ
فَنَفَعَ و انْتَفَعْ "
مَنْ ذا الذّي يبْلُغُ الْعَلْياءَ و يَسْبَحُ في العُلا إلا أصْحابَ الهِمَمِ الرَّفيعَةْ ؟!
تِلْكَ التّي امْتَطى فُرْسانُها كُلَّ الصَّعابِ و ذَلَّلوها بصِنْديدِ إرادَتِهِم
إنَّ مُدَّعيي الْعَلياءِ و البُطولاتِ أبَدًا لنْ يَبْلغوا انْطِلاقةَ الطَّيْرْ
و ارتِفاعَهُ بِتَحْنانٍ و عَزيمَةٍ و تَطَلُّعٍ و انْسِيابِيَّة
أبَـــدًا .!
و أجْــزِمُ على ذلك =)
لأنّهُم لَمْ يَجْعلوا مِنَ تِلك الانْطِلاقَةِ فِطْرَةً لَهُمْ !
فَقَـدْ ألْزَموا نَفْسَهُمْ شَيْئًا لَيْسَ يَلْزَمُها و لا مِنْ طَبائِعِها
و عَلى النَّقيضِ تَكونُ زُمرة المُنْطَلِقينَ إلى الْعَلْياءِ بُغْيَةَ عَلْياءٍ أجَلُّ و أعْظَمْ
مَنْ كانَتْ هِمَّتُهُمْ تَبْلُغُ أضْعافَ أضْعافَ أعلى سَنامِ جَبَلٍ شاهِقِ الارْتِفاع
مَنْ كانَ تَطَلُّعهم ما يَنْفَكُ سُمُوًّا
فَما إنْ يَبْلغوا غايَةً حَتّى يَرْنوا إلى الأرْقى و الأكْبر مِنها
مُسابِقينَ الشُّهُبَ نَحْـوَ مَراميهِـمْ
وَ كَيْفَ بِها إنْ كانَتْ ذاتَ وَميضٍ و بَريقٍ مُتَلألِئٍ بإيمانٍ أودِعَ في قُلوبِهِم ؟!
فأزْهَرَ و أيْنَعَ ،، و لا يَعْبُرُ بِهِ إلا الرَّبيعْ
أوَلَمْ يَكُنْ الإيمانُ الْحَقُّ الصّادِقُ رَبيعًا ؟!
بَلـى و رَبّي،، إنَّ الطَّيْرَ ما هو إلا كُلَّ مُؤمِنٍ
[ و دَعْنا نُمْعِنُ في كلمة مُؤْمِن ]
فالمُؤْمِنُ الحَقُّ هُوَ المُدْرِكُ لحَقيقَةِ انْبِعاثِهِ
هُوَ الموقِنُ تَمامَ اليَقينِ مِنْ أنَّ كُلَّ ما يَدورُ حَوْلَهُ حِكْمَةٌ
ساسَها خالِقُهُ و خالِقُ كُلّ شَيْءٍ
و جَعَلَ مِفْتاحَ إدْراكِها لدى المُؤْمِن الحقّ
الذي يَعْمَلُ و يُجاهِدُ نَفْسَهُ
عامِلاً بِكُلِّ الأسْبابِ و الوّسائِلِ و السُّبُلِ و الآلِيّاتِ و المُحّصِّناتِ لِلسّمُوّ ..
مُتَّكِلاً عَلى الله لا مُتَواكِلاً عَلَيْه
إرادَةُ المُؤْمِنِ لا تَعْرِفُ الهَوان!
فَيْمْتَزِجُ بِها بَيْنَ السَّحاب
بانْسِيابِيَّةٍ و تَمَرُّسٍ
و ما إنْ يَتَهاوى حَتّى بعَزيمَتِهِ تُعيدُهُ المَرَّةَ بَعْدَ الأُخْرى
لأنّها على تَمامِ الدَّرايَةِ مِنْ أنَّ صاحِبَها مُمْتَهِنٌ لِلْعَلْياءِ لَيْسَ سِواها
و كُلَّما جَدَّدَ عُلُوَّهُ و ارْتِفاعَه
عَلَتْ نَفْسُهُ و سَمَتْ و رَقَتْ
و كَذا مَنْ هُمْ حَوْلَهُ
يَعْلونَ بِعُلُوِّهِ و يَسْمونَ بِسُمُوِّهِ و يَرْقونَ بِرُقِيِّهِ
لأنَّهُ بِبَساطَةٍ جَبَلَهُ إيمانُهُ على ذلكَ
فَلْنَكُنْ كَمِثْلِ الطَّيْــر
و لْنُعْلِنْ انْتِصابَنا الذّي لا يَحْدَوْدِبُ إلا مَعَ الله
دُمْتُمْ سَبّاقينَ لِلْعَلْياء
-- -- --
عُــذْرًا على الإطالة
* آراؤُكُمْ و انْتِقاداتُكم و مُناقَشاتُكم مُحَبَّبَةٌ عِنْدي