السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل أنت مهاجر؟ لقد قرر هو أن يهاجر، وعزمت هي على الهجرة.
لقد ضاقت الأرض بهم - ضاقت أرض المعاصي بأصحاب الفضيلة
والمبادئ، تزلزلت أرض المفاسد تحت أقدام أهل الطاعة والأتقياء -
فليأذن الله لهم بهجرة في صحبة صالحة تعين على الخير والحق تمتطي
جواد الصبر والتحمل والحلم على الأذى، وتقتفي آثار أقدام ثبات النبي
(صلى الله عليه وسلم) وأصحابه في السير على طريق الهدى - في
نور {ضوء} اليقين بالله.
{إن الله يدافع عن الذين آمنوا} {الحج: 38}، {إن تنصروا الله
ينصركم ويثبت أقدامكم} {محمد: 7}.
وسط غيابات ظلام المعاصي والمفاسد واشتعال نيران الشهوات
والأهواء، وانتشار أوبئة الانحلال، وتفشي أورام الأخلاق السيئة...
تتسلح بهجرة لمواجهة أعداء الدين والغازين للفكر الديني الحنيف،
محتلي أراضي العفة والعفاف بتأسيس وزارات ومؤسسات السلبية -
الميوعة - الغش - الظلم، وفرض الحصار على كل من تسول له نفسه
المؤمنة التماس الطريق إلى الإصلاح.. تزج بالملايين إلى السجن
بتهمة: ملتزم - متمسك بتعاليم دينه - يمسك بجمرة من نار في يده فلا
يضر، فسجن المصلحين وأهل الإصلاح سياحة وألوان التعذيب والإيذاء
منشطات وحقن ثبات وعزيمة، ومولدات طاقات وعمل وإصرار على
الجهاد حتى الموت في سبيل الله، الأرض هي الأرض لكن هي - هو
سوف يفترش بساط التقوى على هذه البقعة، ويدك أوتاد الصبر والثبات
ليقيم على كل شبر فيها لواء محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)..
يلحق بهم كل الغرباء - أتباع محمد وأصحابه - فتقاوم مدن الإخاء
والحب والإيثار، والعدل والصدق، محصنين بالتقوى ومراقبة الله
وبجناحي الخوف والرجاء من الله؛ مستعدين للقاء معه في أرض البقاء
والخلود، مشمرين مهاجرين للإقامة في جنة عرضها السماوات والأرض
أعدت للمتقين.
أماني داود
الإسكندرية