رغم مرور أكثر من نصف قرن على القضية الكشميرية إلا أنها لا تزال مجهولة في أوساط إسلامية وعالمية. فهناك الكثيرون من إخواننا في العالم الإسلامي لا يعرفون عن قضية كشمير شيئاً. ولأجل التفهم الواضح للقضية الكشميرية في إطارها الحقيقي نقدم هذا التحقيق. ما هي كشمير؟ وما تاريخ مشكلتها ومعاناة شعبها؟ ما شكل ومحور الحركة الجهادية في كشمير المسلمة؟ وعلاقة التحالف الصهيوني والهندوسي؟ وما هو موقف العالم الإسلامي منهم؟
ماذا تعرف عن كشمير؟
تقع كشمير في أقصى الشمال الغربي لشبه قارة جنوب آسيا، وتتمتع بموقع استراتيجي بين آسيا الوسطى وجنوب آسيا، حيث تتقاسم الحدود مع كل من الهند وباكستان وأفغانستان والصين. وتبلغ مساحتها الكلية 86023 ميلاً مربعاً يقسمها خط هدنة تم الاتفاق عليه سنة 1972م تاركاً مساحة 32358 متر مربع لباكستان ، و 53665 متر مربع تحت السيطرة الهندية، وكانت كشمير وقت تقسيم شبه القارة تتكون من 5 مناطق مختلفة خضعت بعضها للسيطرة الهندية. بينما بسطت باكستان سيطرتها على ما يسمى الآن بكشمير الحرة. ولعل أهم المناطق التي مازالت تحت القبضة الهندية هي وادي كشمير المشهور بروعة مناظره وخصوبة أرضه والذي يمتد على مسافة 84 ميلاً طولاً و 20 إلى 25 عرضاً ويمثل قلب كشمير النابض. أما شعبها فهو مزيج من أجناس مختلفة ، فمنهم الأريون والمغول والأتراك والأفغان. وحسب إحصائية تمت في سنة 1941م بلغ عدد السكان (616،021،4نسمة) كان المسلمون يشكلون منهم نسبة 77%. وحسب الإحصاء الذي قامت به الهند سنة 1981م بلغ عدد سكان كشمير المحتلة (389،987،5 نسمة) يشكل المسلمون نسبة 2،64% منهم. وتعكس الإحصائيات التي قامت بها السلطات الهندية بعد تقسيم شبه القارة انخفاضاً في النسبة المئوية التي يمثلها المسلمون وارتفاعاً في نسبة الهندوس. أما وضعية جامو وكشمير الحالية فترجع إلى سنة 1846 حينما باعها البريطانيون لـ (غلاب سينغ) بمبلغ 5ر7مليون روبية بموجب اتفاقيتي لاهور وأمرستا (مارس 1846) وذلك غداة الحرب الأولى التي نشبت بين الإنجليز والسيخ. ولقد كان الاهتمام الاستراتيجي البريطاني في إنشاء إمارة في المنطقة يرجع إلى رغبة بريطانيا في إيجاد حاجز بين إمبراطوريتها الهندية وبين الإمبراطوريتين الروسية والصينية من جهة الشمال. وقد استطاع غلاب سينغ بمزيج من الغزو والدبلوماسيةأن يسيطر على جامو وكشمير بما في ذلك مناطق لاداخ وبلتستان وجلجت وأنشأ نظام الحكم لعائلة دوغرا التي حكمت كشمير حتى سنة 1947 وكانت هذه العائلة شبيهة بالحكم السيخي من حيث إلحاق الأذى بالمسلمين عن طريق فرض الضرائب الباهظة وسن القوانين التمييزية وسد سبل التعليم في وجوههم. وقد اندلعت الحركة الشعبية الكشميرية في (1931) حينما منع موظف حكومي إمام المسجد من إلقاء خطبة الجمعة، فقام شخص يدعى عبدالقدير بإلقاء خطاب حماسي حول القرارات التي يصدرها المهراجا ضد المسلمين.