بسم الله الرحمن الرحيم
مرحلة الطفولة لها تأثيرها العميق على شخصية الفرد واتجاهاته وقيمه , وما يقدم لأطفالنا يحدد شكل سلوكهم وقيمهم في المستقبل ، خاصة وأن لمرحلة الطفولة تأثيرها العميق على شخصية الفرد واتجهاته وقيمه ، ومن هنا تبرز أهمية الحاجة إلى تنقية مصادر ثقافة الطفل ، ويزيد من هذه الأهمية ما تتعرض له دول العالم الثالث من حصار ثقافي يهدف إلى مسخ الهوية الثقافية و جعلها تدور في فلك الثقافة الغربية .
إن القوى الثقافية الغربية تركز جهودها للهيمنة الفكرية و الثقافية على أطفال المسلمين في العالم الثالث ، ويظهر ذلك في صور مختلفة منها إغراق مكتبات الأطفال وبرامجهم في الإذاعة والتلفاز وفي مجلاتهم بالأدب المترجم والمقتبس عن الغرب والذي يحمل مضامين تخالف عقيدة الإسلام وقيمه .
إن دعاة التغريب يلهثون وراء كل ما هو غربي بحجة تقدم هذه المجتمعات ، ويرون أن الاقتباس من الغرب خطوة على طريق التقدم والرقي ، غير أنهم ينسون أن التقدم لا يعني أن يعيش الإنسان بعيداً عن دينه ، إذ أن الأقدمين من سلفنا الصالح قد بلغوا درجات رفيعة من التقدم العلمي والرقي وسادت ثقافتهم وعلومهم العالم ولم يبتعدوا عن عقيدتهم ولا مبادئهم .
مآخذ على الثقافة الغربية :
إن الثقافة الغربية للطفل - بالرغم مما أبدعته في ميدان الخبرات الكونية وما تفرع عنها من علوم وتطبيقات في مجال التكنولوجيا والاتصالات ونحوه – تضم النقائص التالية :
• أنها مفلسة في مجال الأخلاق والقيم .
• أنها تؤسس للعلمانية بمعنى أنها بعيدة عن ربط العلم والثقافة بقضية الأيمان
• أنها فردية النظرة أو قل إقليمية النظرة في أحسن الأحوال ، وليس لها البعد الإنساني الذي يضع نفع الإنسان – مطلق الإنسان – في حسبانه .
• أنها مادية النزعة .
• أنها تجنح للعنف ولا تدعو للحوار والتعايش .
منطلقات لتصحيح العملية التثقيفية للطفل :
• مراجعة ما يقدم للأطفال من طرائق وأساليب تربوية وتثقيفية وفقاً لمعيار الربانية و الأصالة .
• ترسيخ القيم الإسلامية في عملية الصياغة الثقافية للناشئة .
• تحصين الناشئة ضد التشوهات الثقافية الناتجة عن ما يقدمه أنصار التغريب عبر الفضائيات و وسائل الأعلام الأخرى .
• إذاعة المضمون التربوي والثقافي المنضبط بمبادئ الإسلام عبر وسائل مشوقة للأطفال كالأدب والتمثيلية وبرنامج الكومبيوتر ونحوه .
• التركيز على التوازن بين الدين والدنيا ، والروح والجسد ، والغيب والشهادة في عملية الصياغة الثقافية للأطفال .
• الاستفادة من التراث الضخم الذي خلفه السلف الصالح وتاريخ الخلفاء و إنتاج الأدباء والكتاب والرحالة المسلمون في عملية الصياغة التربوية .