السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الله المستعان
روى البخاري في صحيحه الحديث القدسي فيما يرويه الرسول عن ربه ((من عادى لي وليا آذنته بالحرب..)) [رواه البخاري]
وضع الإمام السبكي في طبقات الشافعية قاعدة ذهبية في تجريح العلماء، إذا قال (الصواب عندنا أن من تثبت إمامته وعدالته، وكثر مادحوه ومزكوه، وندر جارحه، وكانت هناك قرينة دالة على سبب جرحه، من تعصب مذهبي أو غيره، فإنا لا نلتفت إلى الجرح فيه، ونعمل فيه بالعدالة، وإلا لو فتحنا هذا الباب أو أخذنا تقديم الجرح على إطلاقه، لما سلم لنا أحد من الأئمة، إذ ما من إمام إلا وقد طعن فيه طاعنون، وهلك فيه هالكون، وقد عقد الحافظ أبو عمرو بن عبد البر في كتاب العلم بابا في حكم قول العلماء بعضهم في بعض وروى عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال – استمعوا علم العلماء ولا تصدقوا بعضهم على بعض، فوالذي نفسي بيده لهم أشد تغايرا من التيوس في زروبها – وعن مالك بن دينار يؤخذ بقول العلماء والقراء في كل شيء إلا قول بعضهم في بعض.
ولعل ابن عبد البر يرى هذا، ولا بأس به، غير أنا لا نأخذ به على إطلاقه ولن نرى أن الضابط ما نقوله من أن ثابت العدالة لا يلتفت فيه إلى قول من تشهد القرائن بأنه متحامل عليه إما لتعصب مذهبي أو غيره. ثم قال ابن عبد البر – قمن أراد قبول قول العلماء الثقات بعضهم في بعض، فليقبل قول الصحابة بعضهم في بعض، فإن فعل ذلك فقد ضل ضلالا بعيدا، وخسر خسرانا مبينا، فنقول مثلا، لا يلتفت إلى كلام ابن أبي ذئب في مالك، وابن معين في الشافعي، والنسائي في أحمد بن صالح، لأن هؤلاء أئمة مشهورون، صار الجارح لهم كالآتي بخبر غريب لو صح لتوفرت الدواعي إلى نقله – ومن أمثلة ما قدمنا، قول بعضهم في البخاري – تركه أبو زرعة وأبو حاتم من أجل مسألة اللفظ، فيا لله والمسلمين أيجوز لأحد أن يقول البخاري متروك، وهو حامل لواء الصناعة، ومقدم أهل السنة والجماعة)
فائدة أحببت ذكرها ..
جزيت خيراً أخي الكريم وبارك بك على نقل فتوى شيخنا وإمامنا محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى وأسكنه الجنه