معاناة الملتزمين داخل بيوتهم
السؤال : يجد كثير من الشباب الملتزم معاناة كثيرة داخل البيت من قبل الوالدين فما هي وصيتكم حفظكم الله لهؤلاء الأباء ؟
الجواب : نريد أولاً أن نوجه الوصية للأبناء ؛ لأن هذا هو الأولى ، وهم أحق بأن يحسنوا التعامل ، وأن يقوموا بالبر ، وأن يقوموا دائماً ، ليست هناك مشكلة - كما يقولون - إلا ولها وحل ، أما أن تقف دون أن تأخذ أسباب الحل يعني
ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له **** إياك إياك أن تبتل بالماء
غير صحيح.
كثيرٌ من الأبناء ومن الملتزمين الذين نحبهم ، ونحبهم على خير لا ينتبهون إلى أن أعظم الواجبات بهم هي إحسانهم إلى أهلهم ، وأن يكونوا أول المنتفعين بغيرهم ، والمغتنمين من هدايتهم هم أهل بيتهم ،فتجد خيره للناس واصل ، ومبادرتهم لمساعدتهم سريعة ، وسعيهم في قضاء حوائجهم متكرر ، وأهل بيتهم لا حظ لهم من ذلك .
طبعاً لابد أن يكون هناك موقف معارض ، أو أن ينظر إلى صورة التزامه وهدايته أنها صورة ما انتفعنا بها في هذا الأمر ، الذي نلمسه أن الناس يريدون الواقع الملموس .. الأب يريد أن يرى أن هداية ابنه جعلته يساعده في عمله .. جعلته يستجيب لأمره .. جعلته يبالغ في البر به ، والإحسان إليه ولاشك أن هذا واجب مفروض ، فإذا منحك الله الهداية كان هذا ألزم في حقك وأدعى إلى أن تؤديه ، فلابد أن يعرف هذا ثم أن يعرف أن يؤدي دوره في أسرته سواءً بغزوهم بالأشرطة والكتيبات اللطيفة ، ومحاولة أن يظهر لهم البر والإحسان والعمل الملموس حتى يكون هو المفضل ،تجد أحيان بعض الأسر عندهم ابن فيه خير وصلاح وآخر مقصر لكنهم يعتمدون على المقصر ؛ لأنه هو الذي يقضي حوائجهم وهو الذي يستجيب لأمرهم ، والآخر على عكس ذلك لا نريد أن تكون الصورة مختلفة .
ثم الأباء لاشك أيضاً أنه ينبغي أن يفرحوا بهذه النعمة ، هذه النعمة التي لم يكونوا سبباً فيها ثم يجحدونها لمشكلة ، يعني - كما يقولون - لا يرحم ولا يخلي رحمة ربنا تنزل ، يعني لا هو الذي علم أبناءه ولا حينما تعلموا انتفع بذلك وعرف هذا الأمر.
بالنسبة للأباء - كما ذكرت - لابد أن يعرفوا قيمة هذه النعمة ، ويستحضروا مسئوليتهم أمام الله - عز وجل - ، وأنهم مسئولون عن هذا ، وأن يعرفوا أن الصد عن دين الله من أعظم الكبائر ، ومن أعظم الأمور ؛ لأنهم إذا منعوا أبنائهم من الخير كانوا ربما سبباً من أسباب ضلالهم ونكوصهم عن الحق ، فلا بد أيضاً أن يتذكروا وأن يعتذروا .