لاشيء أنفع للأمّة بعد تحكيم شريعة ربها ، من إستقلال إرادتها عن التدخل الأجنبي ، والإستبداد السلطوي ، وكفى بأحدهما عنوانا لكلِّ ضعف وتخلّف ، فكيف إذا اجتمعا؟!
لاشيء من المصائب حلّ على أمّتنا أشدّ عليها من النظام العربي الرسمي الحالي ، وقد كانت الشعوب تطلب منه مواقف العزة ، والآن هي غاية ما تريد أن لايتآمر على قضاياها.
لاشيء أفسد لأمّتنا في السياسة الخارجية من وضعها رقبتها في ربقة مؤسسات مخادعة يتحكم فيها أعداؤها بأسماء مزيفة ، مثل الأمم المتحدة ، ومجلس الأمن ..إلخ
ماذا فعلنا ؟ شجبنا بالكلام ولم ** نحمل سلاحا ولم نركب على سفن
نشكو إلى مجلس الأمن الدعيّ وهل ** أشقـى العروبة إلاّ مجلس المحن؟!
لاشيء أضرّ على الأمة من خيانة من داخلها ، لهذا عظم التحذير من ظاهرة النفاق .
ولاشيء أنكى بها في إطـار هذه الخيانة ، من خيانة بإسم الدين ، ولهذا فإن أول من يعذب في الآخرة علماء السـوء ، وكم قبَّحهم الله تعالى في القـرآن .
لاشيء يرقى بالأمم مثل العلم ، ولايتحقق ذلك إلاَّ إن كان حليةَ حكّامها ، وثمة مثل عند بعض الأمـم : الملك الجاهل ، حمارٌ متـوَّج.
وقيل : إنّ الله إذا استرذل عبدا ، زهّده في العـلم.
لاشيء يبيد النعم مثل الظُّـلم ، ولهذا ورد ( أخـوف ما أخاف على أمتي حيف الأئمة ).
لاشيء يرجع بالأمم القهقرى مثل تجاهل التاريخ ، فإنّ من يتجاهل التاريخ ، يتجاهله الواقـع.
لاشيء أوجب على العالم الشرعي من أن يقذف بكلمة الحـق ، لتزلـزل عروش الطغاة ، وأن يعلي كرامة الأمة أمام أعدائها في مواطن محنتها.
لاشيء أقبح فيه من سكوته عن كلمة الحق ، والناس تنتظرها منه ، وهو مثل التولي يوم الزحف ، ولهذا يُسمـّى : الشيطان الأخرس ، فإن قال الباطل في مقامات الحق فهو إبليس نفسه في صورة إنسـان.
لاشيء يقتل الإبداع مثل القمـع ، والشعوب التي تعيش تحته قطعان ، بل موتى.
لاشيء يسلب كرامة الشعوب مثل سكوتهم عن الطغيان ، وليس الطغيان نفسه ، لأن الله يمتحنهم به ، فإن سكتوا عنه عاقبهم ربهم بالمهانة ، ومن يهن يسهل الهوان عليه.
لاشيء أدل على فشل السلطة من كثرة الشرطة ، وقالوا في الحكمة : من أطاع عصاك فقـد عصـاك .
لاشيء أعجب من قلبٍ عرف الله ثم عصاه ، قيل للفضيل بن عياض : ما أعجب الأشياء ؟ قال : قلب عرف الله ثم عصاه .
لاشيء أرفع للعبد من تحقيقه منازل العبـودية لله تعالى
لاشيء يسلط الشيطان على ابن آدم مثل جهله ، وإتباعه هواه.
لاشيء أدوم للنعمة من شكرها .
لاشيء أنمى للمال من الصدقة .
ولاشيء يقي مصارع السوء مثل إسرارها .
لاشيء أنفع في الإصلاح مثل الرفق ، وإتباع الحكمـة.
لاشيء ينفع في الآخرة إلاّ التقوى ، من أتى الله بقلب سليم.
لاشيء آمن للعبد من خوفه من الله ، فكلَّما اشتدّ خوفه من ربـّه زاد أمنه .
لاشيء يزيد محبّة العبد في قلوب الناس مثل حبِّ الله تعالى له .
ولاشيء يحبّبه إلى الله مثل دوام التقـرُّب .
لاشيء أفضل في الزهـد مثل إخـفاء الزهـد.
لاشيء أحلى في الدنيا من ذكر الله تعالى لمن وفقه الله تعالى لسرِّه ، وأحلاه في خلوات جوف الليـل ، ومن ذاق حلاوته ، استوحش من النهار ، ومن الناس ، واشتاق إلى الليل كما يشتاق الظمـآن إلى الماء البارد .
لاشيء له قيمة حقيقية من عمر الإنسان إلاّ الحسنات لأنها وحدها الخالدة التي لاتفنى.
لاشيء أضرّ على الدين بعد الشرك من البـدع ، ولهذا قال الثوري : إنّ البدعة أحبّ إلى إبليس من المعصية .
لاشيء أوفـق من الإعـتدال والتوسط في كلِّ الأمـور، وهو سر أسرار النجاح.
لاشيء يفسد العلماء مثل قربـهم من الحكـّام ، فإنهم يأخذون من دين المتقرب إليهم ، بقدر ما يعطونه من دنيـاهم.
لاشيء أمضى على العبد من القضاء ، ولايردّه إلاّ الدعـاء.
لاشيء يشقي الإنسان إلاّ ذنوبـه.
لاشيء أدلّ على النجاح من كثرة الحسـّاد.
لاشيء يفسد النجاح مثل الغـرور.
ولاشيء أدلّ على تميز المتميـّزين من ولع التافهين بأخطائهم.
لاشيء يذهب مودة الأصدقاء مثل كثرة العتب ، واللوم .
وشرّ الأخلاء من لـم يزل ** يعاتب طورا وطورا يذم
يريك النصيحة عند اللقاء ** ويبريك في السر بري القلم
لاشيء أثقل على المرء من مجالسة من همُّه توافه الأمور :
قوم إذا جالستهم ** صدئت بقربهم العقول
لايفهموني قولهم ** ويدقّ عنهـم ما أقول
لاشيء يسلب القلب مثل العشق ،
وقال ابن جوزي : أن رجلا علق جارية نصرانية ، وأخذ هواها منه حتى أزال عقله ، فحمل إلى المارستان ، فأقام به مدة ، وكان له صديق يتعاهده ، فقال له يوما وقد أشرف على الموت : قد يئست من ملاقاة فلانة في الدنيا ، وأخاف أن لا ألقاها في الآخرة إن مت مسلما ، ثم تنصر ومات ، فخرج من عنده فوجدها عليلة ، وهي تقول : لقد يئست من فلان في الدنيا ، فأنا أسلـم لكـي ألقاه في الآخرة ، ثم أسلمت وماتت !!
لاشيء يحرم العبد التوفيق مثل رؤيته لنفسه ، ونسيانه فضل الله عليه .
لاشيء يضعف الحجة في الجـدل مثل الغضـب .
لاشيء من الأخلاق أقبح في عين الناس من الكبر ، ولهذا لايدخل الجنة من كان في قلبه ذرة منه .
وإنَّ كريم الأصل كالغصن كلما ** تحمل أثمارا تواضع وإنحنـى
لاشيء من الأخلاق أسوء في الناس من الجبن ، والبخل قبيح جداً .
وصـدق هتلـر: مليون جبان لايمكن أن يصدر منهم قرار بطولي !
لاشيء أغلى عند عامة الناس من العمر ومع ذلك أكثرهم يضيعونه بلا فائدة !
إذا كان رأس المال عمرك فاحترز ** عليه من التضييع في غير واجب
فبين اختلاف الليل والصبح معركٌ ** يكرُّ علينـا جيشـه بالعجائب
ولاشيء أخوف عندهم من الموت ومع ذلك هو أكثر ما ينسونه!
ولاشيء عندهم أعلى من العقل ومع ذلك هو أكثـر ما يهملونـه!
لاشيء مع العمل الصالح أقبح من الرياء ، كان بعض الحكماء يقول : الذي يتوقع الثناء ، يشوّه محاسن عمله .
لاشيء أقبح في طالب العلم من إنشغاله بعيوب العلماء ، كأنه ينادي على نفسه بالفضيحة أنه مرائي.
لاشيء أعظم بركة على طالب العلم من إخلاصه الوجه لله تعالى ، وتعلقه بالقرآن .
لاشيء ينبغي له أن يتذكّره دائما مثل الإخلاص ، وقول عمر رضي الله عنه : من بورك له في شيء فليلزمه.
لاشيء من الحفظ يقدمه طالب العلم على إتمام حفظ القرآن .
ولاشيء بعد إتمام حفظ القرآن قبل السنة ، وأقل ذلك بلوغ المرام أو عمدة الأحكام.
لاشيء في فقه الحنابلة يقدم على كشاف القناع أو منتهى الإرادات.
ولاشيء في فقه المالكية يقدم على شرح الدسوقي والخرشي على خليل وعند أهل المغرب شرح الحطاب.
ولاشيء في فقه الحنفية يقدم على رد المحتار على الدر المختار لإبن عابدين .
ولاشيء في فقه الشافعية يقدم على نهاية المحتاج وتحفة المحتاج.
وهذا كله في المذاهب الأربعة في الفتوى ، أما المراجع الكبار فشأن آخر .
ولاشيء يقدم في قراءة كتب العقيدة على كتاب التوحيد ، والعقيدة الواسطية ، ومعارج القبول في شرح سلم الوصول.
ولاشيء أنفع لطالب العلم أن يجعل كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله رفيقا دربه ، وهذا يختصر عليّ ذكر الكتب في كل فـن .
لاشيء يحـقّق العـزّة بعد الإيمان إلاّ سيف الجهـاد .
لاشيء يلخص فلسفة الجهاد مثل الحكمة القائلة : (القضاء على العدوّ ليس بإعدامه ، ولكن بإبطال مبدئه ) ولهذا فنحن إذا متنا على مبادئنا فلانهزم أبـدا .
لاشيء يفسد مشاريع الجهاد مثل الوقوع في شَرَك خداع العدوّ السياسي ، أو الغلو والتعجـل.
لاشيء يقلق على المقاومة العراقية الباسلة إلاّ هذا الخلاف قاتله الله ، وقد بدأ ينحسـر بتوحّـد فصائل عديدة ، وتلك بشائـر الخيـر.
لاشيء أنفع للحياة الزوجية بعد التقوى من الغض عن العيوب ، والعفـو عـن الزلات.
لاشيء أفسد للحياة الزوجية بعد الذنـوب ، من رؤية العيـوب .
لاشيء يردي الإنسان مثل لسانه .
وجرح السيف تدمله فيبرا ** وجرح الدهر ما جرح اللسان
لاشيء أفشى للسر من أن يخرج من صدرك
ولاتخبر بسرّك بل أمتــه ** وصيّر في حشاك له حجابا
فما أودعت مثل القبر سرّا ** ولا أغلقت مثل الصدر بابا
لاشيء يدني العقل من البلادة مثل السمنة ، ولهذا ورد ذمها في السـنّة ، ولكن لكلّ قاعدة إستثناءات .
لاشيء على المرأة أشدّ من ترك الغيبة ، يقول الحسن البصري : الغيبة فاكهة النساء ، وهي من كبائر الذنوب .
لاشيء من تصريحات الزعماء الغربيين أصدق من قول هتلر : لقد اكتشف مع الأيام أنه ما من فعل مغاير للأخلاق ، وما من جريمة بحق المجتمع ، إلاّ ولليهـود يد فيها.
لاشيء أنفع في تربية الطفل من كلمات هادفة دافئة تخرج من فم قدوة حسنة.
لاشيء يصنع الأبطال مثل الحوادث الجسام ، بل إنها تكشف عنهم ، كما إنهّـا تكشف عن الرعاديد الجبناء
لاشيء ينغّص على الناس حياتهم مثل الحسد
دع الحسود وما يلقاه من كمد ** يكفيك منه لهيب النار في كبده
إن لمت ذا حسد نفست كربته ** وإن سكت فقد عذبتـه بيـده
لاشيء يثلج الصدر في هذا العصر مثل صور الشهداء وهم يبتسـمون .
لاشيء يغمر القلب فرحة في هذا الزمن مثل جماهيـر شباب الصحوة في محافل الخيـر ملتفين حول واعـظ صادق يقربهم إلى الله تعالى ، أو في مشروع خيري ينشر الإحسان .
لاشيء أنفع لمن ابتلي بكثرة مخالطة الناس من الحكمة : نصف العقل مداراة الناس ، وكلّ العقل مداراة السفهاء .
وكان معاوية رضي الله عنه يقول : العقل مكيال ، ثلثه الفطنة ، وثلثاه التغافل.
لاشيء أدفع للسفيه مثل تجاهله ، وقال الإمام الشافعي :
متاركة السفيه بلا جواب ** أشد على السفيه من الجـواب