الـــــــــــــحـــــــــــــــــــــب
هُ في الكونِ ألوانٌ، لهُ في القلبِ ميزانٌ، لهُ في الشِّعرِ شيطانٌ
حذارِ منهُ يا شِعري!!
إذا ما صَحَّ مَعْنَاهُ، وردَّدَ بالتُّقى فَاهُ، وبُرِّئ منهُ أشْقَاهُ
فذلكَ ذلكَ ...الحبّ
قُـومي مُعذِّبَتي يَـكفيكِ أحزَانا
ولتَعزفِي نَغَمَاً بالحرفِ رَنَّانا
فالحُبُّ فاتِنَتِي، وَتَرٌ يُدَغدِغُنا
مـا بالُنَا نُخفِي دوماً ثـَنَايـانـا؟
قالت ونَبرتُها التَّنهيدُ بَاطِنُهـا
والدمعُ خَوفَ المَلام المُرِّ حَيرَانـا
إنْ كنتَ ياسائلي للحَاءِ مُرتَحِلاً
والباءُ زادُكَ بالأشـواق هَيمَـانـا
مهلاً، فما تَنقضِي الحَاجَاتُ بالعَجَل
تُهْدي الأنَاةُ ذَوي الألبابِ تِيْجَانـا
إنَّ الذي تَرتَجي قد جَفَّ مَـوْرِدُهُ
لا يَرتَوي النَّهرُ واليُنْبُوعُ عَطشَانا
قد صَوَّرُوهُ لنا في ظلِّ غَانـيـةٍ
كالبَانِ مِن هَمَسَاتِ الريح قد لانـا
الوهمُ قاطِرُهُمْ، والزَّمرُ ساحِرُهُمْ
والليلُ سامِرُهُمْ، والعِشقُ عنوانـا
البُعْـدُ قرَّبـهُ، والقُربُ بعَّـدهُ
والحُزْنُ زيَّنَهُ، لولاهُ ما كانـا
آهٍ يُرَدِّدُهـا من ذاق لَوْعَـتـهُ
يزهُو بها فرِحاً فَيَخِـلُّ مِيزَانـا
في لَيلِهِ الشمسُ، في صُبحِهِ القمرُ
في مَشيهِ المَسُّ، في الصوتِ هَذَيانـا
لا قلبَ يَشْغَلُـهُ بَـلْ هَمَّـهُ جَسَـدٌ
لا فِكرَ يَشْغَلُـهُ للعقـل مَا صَانـا
يا عاشقَ الجَسَد الفتَّـانِ أمْهـلَـهُ
واسألْ عن الزهر المَفْتُونِ بُستانـا
الغُصنُ يَبلَـى والأوراقُ ذابـلَـةٌ
والنَّفسُ باقيـةٌ مَـادامَ إنسـانـا
عفواً أمُلهِمَتي، ما تِلك هَمْهَمَتِـيْ
الحُبُّ فاغتَنمـي يانَفسـي رَيْحانـا
الحُبُّ أوَّلُـهُ، للهِ أعْظَـمَــهُ
جلَّتْ نَعَائِمُهُ، سُبحـانَ مَولانـا
الحُبُّ حُبُّ رَسُـولِ اللهِ نَتْبَـعُـهُ
حُبُّ الصحابةِ حُبٌّ كالضحى بانـا
الحُبُّ كالشَّهْد الرَّقْرَاق مُنْسَـكِـبٌ
للوالدين سَمـا ذُلاً وإحسَـانـا
الحُبُّ للقُرْبَـى والزَّوج والولـدِ
عِطراً يُعانقهُ في البيـتِ أركانـا
الحُبُّ يَختلِسُ الأشجانَ يَنثُـرُهـا
تَغدُو الهُمومُ بهِ والفَـرح أقْرَانـا
الحُبُّ للَّـيـل والأنواءِ والقمـرِ
والخيلُ إذ تَعدو والعصفور لحَّانـا
الحُبُّ تَضْحِيَةٌ بالعَقل تَقْـتَـرِنُ
في مُعجَم الأرض أصلُ الحُبِّ حِرْمَانـا
تَطوي الحياةَ بنَا آهـاتُ فِتْنَتها
والخيرُ أنْ تَلتَقي بالصدِّ دُنْيَانـا .
........................................
شعر: نبيل عبد المحيي الحجيلي 15/10/1426 17/11/2005
إختيار أخوكم في الله أبو الزبير