هل ستعترف بدولة اسمها إسرائيل على أرض ما يسمى الآن فلسطين ؟
كأني أراك الآن تقفز من كرسيك غاضبا صارخا بأعلى صوتك
هذا محال هذا لن يكون أبدا
لا ألومك ... لا تزال مناظر الدماء والأشلاء في غزة ماثلة أمام عينيك
أما أنا فلن أقول لا؟؟!!
ليس لأني أقل غيرة منك على دماء المسلمين وعلى المسجد الأقصى ولكن لأن قراءة التاريخ تجعلك تقف وتتأنى قبل أن تجيب
في نكبة ال 48 كان الهم أشد والحقد أقوى على اليهود والرفض أقوى وأشد للمصطلح الدخيل الجديد "دولة إسرائيل " توحد العرب كما لم يتوحدوا قبل ذلك ليسموا إسرائيل بمجموعة من اللصوص والقتلة الذين احتلوا أرضا ليس لهم فيها أي حق
ماذا تتوقع أن جوابهم يكون لو سألتهم : هل ستعترفوا بإسرائيل ؟
أظن أن غضبهم سيكون أشد بألف مرة من غضبك
ثم ماذا بعد ... علاقات مع إسرائيل في السر
ثم ... تخرج للعلن وتفتضح النوايا
ثم ... سفارات وتطبيع
ثم ... تنازل عن 78% من أرض فلسطين
ثم ... تسلط على 22% مما تبقى من الأرض ليكون لإسرائيل حرية التحرك في 60% منه
هناك مقولة ومثل معروف يقول :
إن التاريخ يعيد نفسه
لو أردنا أن نتوقع أي تاريخ هذا الذي سيعاد من تاريخين اثنين متناقضين أشد التناقض
الأول : الأندلس التي كانت في يوم من الأيام أرضا إسلامية ذات حضارة وتقدم كبيرين حتى اعتدى الأسبان وأخذوها واختتم تاريخ الأندلس بمقولة أم عبد الله الصغير "آخر ملوك الأندلس" الذي كان يبكي وينتحب لزوال ملكه فقالت أمه :"ابك كالنساء ملكا عجزت أن تحافظ عليه كالرجال" وحاول المسلمون استعادة الأندلس ولكن حال ضعفهم دون تحقيق ذلك وكان المؤرخون في السنين التي تلت النكبة إذا ذكروا الأندلس قالوا :"أعادها الله إلينا" وعلى أرض الأندلس قتل المسلمين شر قتل حتى أن أسبانيا والبرتغال تعدان الآن من أقل بلدان العالم تعدادا للمسلمين وفي نفس الوقت هي أكثر الدول الغربية صداقة مع الدول الإسلامية
أما التاريخ الثاني : المدينة المنورة التي عاث فيها اليهود فسادا قبل الإسلام وبعد أن من الله على أهلها بالإسلام طهرها رسول الله من اليهود وبذلك تخلصت البلاد والعباد من أرجاسهم
فهل تكون فلسطين أندلسا ثانية أم مدينة ثانية؟
من الذي سيحدد الجواب:
إن مشاعرنا وحدها عاجزة عن الإجابة وفيما سبق ذكره أكبر دليل على ذلك
الذي سيحدد الجواب هو مشيئة الله أولا وآخرا وهي التي تحدد وتتحكم بإيجاد العوامل الأخرى وثانيا همم الرجال الذين اصطفاهم الله عز وجل واختارهم حتى يعيدوا إلينا الأقصى وحتى يعيدوا مجد المسلمين
ألا تحب أن تكون منهم ؟
ألا تريد أن تشارك بصنع هذا النصر ؟