السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على نبي الله محمد وعلى آله وصحبه الاخيار.
تكون الفتاة الملتزمه شعله في الدعوه الى الله ، وتحبيب أوامره للقلوب ،
وتكتب بعاطفه صادقه مشبوبه ، وتدعو بلسان يأسر النفوس ،ويقنع العقول ،
حتى انها لتكسب داعيات جديدات ، يقتبسن منها ويحذون حذوها .
وتتزوج هذه الفتاة ن فأذا بها تنزوي في بيتها ، ويخفت صوتها ، وتفتقدها أخواتها ،
تعتذر منهن اذا دعونها الى لقاء ، وتتوارى عنهن اذا صادفنها في الطريق .
فما السر في هذا الانقلاب ؟ وهل هو طبيعي مقبول ؟ أم أنه شاذ مرفوض .
علينا أن نقر ان حال فتاة ليس عليها مسؤوليات تجاه زوج وأولاد ، وتبعات بيت ،
يختلف عن حال زوجه تحمل هذه التبعات وتلك المسؤوليات .
ومن ثم فأن من الطبيعي أن ينقص عطاء الفتاة لدعوتها خارج بيتها بعد زواجها
وأن يقل الوقت الذي تمضيه مع أخواتها الداعيات ، وأن تغيب كتاباتها الحماسيه
أو تضعف نبرتها وتخفت حرارتها .
لقد أصبح للفتاة بعد زواجها رساله ليست هينه ، رساله جليله وخطيره ، تسعى من
خلالها لتأسيس خليه صالحه من خلايا المجتمع المسلم ، خليه ترعى فيها زوجا ،
تكون له سكنا ، وتربي فيها أطفالا ، تكون لهم راعيه ومرشده ومعلمه .
فهل يمكن لمن هذا شأنها وحالها أن تستمر في عطائها القديم ؟
هل نتهمها بالهروب ، والتخلي عن الدعوه ، ومفارقة أخواتها الداعيات ؟
علينا ألا نطالبها بعطائها الذي كان قبل الزواج قدرا وحماسه ، وعلينا ان نقدر انشغالها
بزوجها وأطفالها وبيتها ، وعلينا أن لا نهون من مسؤولياتها الجديده وأعبائها
التي لم تكن تحملها من قبل .
لكن هذا لا يعني أبدا تبريرنا إنصرافها عن أخواتها ، أو مقاطعتها لهن ،
أو تراجع التزامها بدينها ، وضعف تطبيقها أوامره ، بل لعل إستقرارها ،
الذي أثمره زواجها ، يساعدها على مواصلة دعوتها بطمأنينه أكثر ،
وراحه نفسيه أفضل ، وربما بمساندة زوجها اذا كان ملتزما مثلها ، كما أن استقلالها
عن أهلها في بيت هي ملكته ، يساعدها في دعوتها ، ويمنحها فرصا ربما لم تكن
تتوافر لها في بيت أهلها ، ولعل إنفاق زوجها عليها يكفيها عملها خارج بيتها .
وعليه فأن المرجو من الداعيه التي تتزوج أن تحرص على ما يلي :-
1:-أن تقوي التزامها بدينها ، لان زواجها يحصنها ويعفها ويقطع الطريق على
وساوس إبليس بالتبرج وإظهار الزينه أمام غير المحارم .
2 :- على الرغم من أن واجباتها ومسؤولياتها تجاه زوجها وأولادها تأخذ كثيرا
من وقتها وطاقتها ، فأن تنظيمها أعمالها يساعدها على توفير قدر من الوقت ،
وإعطاء شيء من الجهد لدعوتها .
3:- زياراتها واستقبالاتها لغير الاهل والاقارب يمكن أن تبقى لاخواتها في الله ،
تواصل من خلالها دعوتها الى الله ، وعملها في سبيله ، بالتشاور والتحاور مع
أخواتها واستكمال دراسة ما وضعته من برامج .
4 :- تفاهمها مع زوجها يساعدها على إقناعه بأهمية الدعوه وفضلها وبركتها
وبركتها ويجعله من ثم يساندها ويحثها على مواصلة عملها الدعوي ،
ويقدر بعض انشغالها عنه وغيابها قليلا عن البيت .
5 :- على أخواتها الداعيات ، من جهتهن ألا يقطعن المتزوجه وأن بدأتهن بالقطيعه
وأن يزرنها وان قصرت في زيارتهن وألا يلمنها ويعتبن عليها كثيرا فيعن الشيطان
عليها . لتعذرها أخواتها ، ويخففن عليها في بداية زواجها ، دون أن ينسحبن من
حياتها ويبتعدن عنها ........
منقول من موقع لها اون لاين