سأعصى ربي ..ادعوا لي بالتوفيق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد تتعجبونمن موضوع هذه المشاركة .. كما تعجبت أنا من قبل ..!! لكنها أعجبتني في محتواها ..
فأحببت أن أنقلها لكم بحذافيرها دون أن أغير منها شيئاً ..
أتمنىلكم الاستفادة ..
ــ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
اعتدنا دائما أن نطلب التوفيق من ربنا في دراستنا .. في عملنا .. فيحياتنا الأسرية ... لكن ندعوه بأن يوفقنا في معصيته .. !! فهذه هي الطامة . مستغربون أليس كذلك0000
ولما هذا الاستغراب .. فأنتم دائما تستمعون.. إلى هذه الفئةمن البشر التي تدعوا الله بأن يوفقها في معصيتها له .. بل اعتدنا عليها واعتادعليها أبناؤنا وأطفالنا ويا لها من كارثة ...
والآن دعوني أروي لكم سر غضبي ... لعلكم تشعرون بما أشعر به الآن .. وقصتي هذه حدثت مع طفلة صغيرة .. لم تتعدىبالعمر عشر سنوات .
هي ابنة أخي فاطمة .. وهي كجميع الأطفال في سنها تحاولأن تتعلم بقدر الإمكان ممن حولها .. وتقلد كل ما يحدث أمامها .. .. وتسأل عن كل شئ .
وإليكم ما حدث معي ...:-
كنت منكبه على كتابي أقرأه ... عندما دخلتفاطمة غرفتي ووقفت أمامي .. نظرت إليها مبتسمة .. وطلبت منها أن تجلس بقربي كعادتهامعي لأريها ما أقرأ .. فأنا أعلم جيدا بأنها فضولية جدا .. وتسأل وتطلب الشرح لكلما يجري حولها ..
لكنها لم تأتى .. !!
فعدت طلبي لعلها لم تنتبه لي ... لكن أيضا لم تأتى ..!!!.
كانت وجهها البريء متضايق .. بل أراها وكأنها غاضبةمني أنا .. سألتها ما بالك يا صغيرتي .. ؟؟؟
أنتي كذبتي علي ؟؟
قالتهاوهي تقطع حديثي معها بعصبية .. ووسط بحر الدهشة الذي اعتراني .. وأنا أحاول أناستفهم سر غضبها وسر اتهامها لي بالكذب .. فهي لم تجرأ في السابق أن تتهمني هكذا ...
تركت كتابي .. واقتربت منها وحملتها بين أذرعي .. وجلست على إحدى الكراسي .. ووضعتها بحضني .. محاولةً أن أهدئ من ثورتها وغضبها ...
في البداية لمأعاتبها على اتهامها لي بالكذب .. وأنه لا يجوز على طفلة أن تتهم من هم أكبر منهابالكذب .. تغاضيت عن ذلك مؤقتا إلى أن أعرف سر غضبها .. فأعالجه .... وبعد ذلكأشعرها بمدى الخطأ الذي ارتكبته عندما اتهمتني بالكذب .... لأنها في وقتها ستكونبحالة تتقبل أن انتقدها على خطأها هذا.
سألتهااتهمتيني بالكذب .. أي أنىقلت لك شيئا غير صحيح ... فهل لي أن أعرف بماذا كذبت عليكي..؟؟
وببراءة وبصوتيحتوي على الاستنكار .. كيف تقولين أن من كل من يزاول الفن والرقص حرام .. وأن اللهلن يوفقهم في الدنيا وسيعذبهم وسيدخلهم النار إن استمروا على ذلك ولم يتوبوا .. وأنا سمعت بالتلفاز بأنالفنانة والراقصة الكبيرة ( ... ) عندما سألوها عن سبب نجاحها في الفن عامة والرقص خاصة ..أجابت إنه توفيق من رب العالمين .. وأن الله كان دائما معها بكل خطوةيخطوها ... كيف الله يوفق العاصي ؟؟
بصراحة تفاجئت ..
كيف لي أنأقنع فتاه صغيره .. ربما لو كان فردا كبيراً لكان الأمر هين في مناقشته وإقناعه .. لكنها طفله ..
لكني تذكرت بأنه فاطمة تسبق من حولها بأعوام .. ويعود الفضلإلى حبها للقراءة الدائم فقد كانت دائما تلازمني في ذهابي إلى المكتبة .. لتشتري مايعجبها من الكتب .. وأيضا وبحكم عمل والدتها كمدرسه فكانت أمها لا تتهاون أن تعلمابنتها شتى العلوم المختلفة .. أي أن أصبح عقلها أكبر من سنها بكثير .. ومكتبتهاتحوي من الكتب التي تفوق سنها .. لذا اعتدت أن أعاملها بحكم عقلها الكبير لا سنهاالصغير
نعم هي تعصي الله ... وتقولها أمام الملأ بأنها سبب نجاح معصيتها هوتوفيق من رب العالمين ... كثيرا ما نسمع الفنانين والمغنيين ... يقولون هذا .. وربما لم نعلق ولم نهتم .. كيف لله أن يوفق في معصية ...؟؟ أحاديث أخذت تدور فيرأسي لأجد مدخل أستطيع من خلاله أن أدخل به إلي عقل هذه المسلمة الصغيرة فكــــانهذا هو حديثي معها .. :-
يتبع000