أحبتي في الله قد ذكرت في المقدمة (أسرار النهوض بالأمة) أننا أصبحنا نعيش مؤخرا في هوان و ذل بعد أن كنا في عزا و رخاء,و هذا ما اخبر به الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم في حديثه المشهور:" تكالب عليكم الأمم كما تتكالب الأكلة على قصعتها ,قلنا :امن قلة يا رسول الله قال :بل من كثرة و لكنكم غثاء كغثاء السيل". متفق عليه
وقد صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو الصدوق:"وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى".
ولا يخفى عليكم الحال التي آلت إليها امة الإسلام من ذل و هوان حتى أصبحت لا تسمع كلمتنا رغم كثرتنا و أصبحت الغرب تستبيح نساءنا و دمائنا كما نراه اليوم في فلسطين و العراق...
فنحن المسلمين العرب في نضر الكفرة الفجرة مجموعة حثالة حقيرة لا فائدة ترجى منها و هذا معنى "غثاء كغثاء السيل"و الغث يعني الشيء الحقير المستحقر و يأتي أيضا بمعنى الزبد :أي زبد البحر أو زبد السيل و في الآية الكريمة يقول الله عز و جل"فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ "سورة الرعد آية 17
و بالطبع فلا فائدة ترجى من الزبد فليس له تأثير كما انه يأتي و يختفي من دون أن يضع بصمة أو شيء يدل على وجوده و هذا حال المسلمين اليوم, سبحان الله .....
و آن لنا اليوم أن نضع النقاط على الحروف و أن نضع لنا عصرا غير الذي نحن فيه فيكفينا ما عشناه من ذل و يكفينا ما آل إليه الإسلام و يكفينا مشاهدة لدماء المسلمين في كل مكان و سماع دموع الأرامل التي يتفطر لها القلب ومشاهدة دموع اليتيم الضائع الذي لا يجد من يرعاه ... و نحن خير امة أخرجت للناس ولا نستطيع أن نغير هذا أو أن نوقفه حتى " كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ" آل عمران آية 11..
فهل نرضى يا امة التوحيد و المجد بكل هذا ؟؟؟هل نرضى بما و صلنا إليه؟؟؟ و نحن نسمع و نرى كل يوم إخواننا المسلمين يقتلون في كل مكان و هم يستغيثون بنا.
فوا الله إنهم لا يريدون دموعنا بل يريدون أيدينا المقيدة الراضخة للاستسلام أن تستيقظ و تفك قيودها و تتحرك.
و قد ورد عن الرسول صلى الله عليه و سلم انه قال: الخير في أمتي حتى تقوم الساعة
و أيضا "إن الله يبعث على رأس كل مائة عام من يصلح لهذه الأمة دينها.و في رواية "ان الله يبعث على رأس كل مائة عام من يجدد لهذه الأمة أمر دينها". حديث صحيح
و هذه بشرى لنا أيها المسلمون بقدوم زمن العز من جديد.أفلا تحبوا أن يبدأ عصر النهضة على أيدينا ؟؟؟
لماذا نقول في أنفسنا نحن ننتظر ظهور المهدي أو صلاح الدين لكي يخرجنا مما نحن فيه ,لماذا لا نكون نحن صلاح الدين و نخرج امتنا من استعباد الغرب لنا و نعود خير امة على هذا الوجود كما كنا, و يفخر بنا الله و رسوله, أو على الأقل لا يذهب تعب المصطفى سدا فلو أننا حقا نحمل الحب و التقدير لرسولنا كما ندعي فدعون نكسر كل قيودنا و نبني لنا عصرا ملئه النهضة و العز .
ولا يمكننا أن ننهض بالأمة من دون معرفة سبب التدهور,فلا يمكن تصحيح الخطأ من الخارج بل وجب علينا أن نغوص في الأعماق لنعرف أهم الأسباب التي آلت بنا نحن امة أقرا إلى هذا هذا الحال ثم التخلص منها.
و حتى يتم هذا وجب أولا أن ندقق البحث في أكثر الأسباب و أشيعها خطورة.
و للحديث بقية.....