أدى ظهور مقطع فيديو لشيخ يزعم أنه متخصص في فك السحر يقوم بالتحقيق مع عاملة منزلية أمام مكفوليها إلى بث مزيد من التخوف والرعب في المجتمع المحلي من مسلسل قضايا الشعوذة التي تفننت بعض العاملات في ممارسته وإجادة إفساد حياة كثير من الأسر المستقرة وتعذيب عدد من الرجال والنساء، إذ ظهرت العاملة في مقطع الفيديو بملامح شابة لا تثير الريبة، إلا أنها كانت تتلاعب طوال فترة وجودها في المنزل بحياة فتاة سعودية عن طريق ممارسة أساليب مختلفة من السحر. واستخدمت العاملة، كما يظهر في المقطع، ثلاثة أنواع من السحر للتأثير في صحة المرأة، إذ لجأت إلى استعمال مسمار ولعب أطفال، وفي كل مرة يطلب منها استعمال إحداها يظهر التأثير مباشرة في جسد المرأة التي كانت تجلس في المكان ذاته الذي ظهر به الشيخ والعاملة وأشقاء السيدة، وكان التأثير الجسدي ينصب في رأسها مع استعمال لعبة أطفال يتم الضغط عليها، وتتأثر في معدتها عند الضرب بالمسمار على أي مسطح، ويحدث تأثير آخر في رجليها بعدما تستعمل لعبة مرنة تضغط عليها، وقد ربطت جميعها بالجان كما توضح العاملة في المقطع، غير أن الشيخ أبطل جميع تأثيرات تلك المواد على السيدة بعد أن قام بتفكيكها وهو يتلو آيات من القرآن.
وبعيداً من مدى حقيقة المقطع من فبركته، تخصص عدد من الرجال والنساء في السعودية في فك وتحرير السحر، فعلى رغم أنها مهنة لم تصنف رسمياً إلا أنها تعد ضمن أخطر المهن، إذ يواجهون العاملات اللاتي مارسن السحر. وتشير أم زياد (وهي سيدة سعودية تزعم تخصصها في فك السحر) لـ «الحياة» إلى أن عملها في تفتيش العاملات المريبات، عرّضها خلال 11 عاماً مارست فيها التفتيش إلى خوض مغامرات خطرة شبه يومية، إذ تتلقى طلبات المساعدة أربع مرات أسبوعياً، وكثيراً ما تكتشف وجود أشياء مريبة لدى العاملات لسحر مكفوليها، طبقاً لها، بل إن هناك ضباط شرطة يلجأون إليها، مشيرة إلى أن معظم أعمال الشعوذة: «تكون موجهة إلى النساء بالدرجة الأولى، ومن ثم للرجال»، موضحة أن شعر الرأس والأظافر ودم الحيض هي أبرز ما تحمله العاملة في ما يخص النساء، أما عن الرجال فملابسهم الداخلية وصورهم الفوتوغرافية وماكينات الحلاقة، لأسباب تتعلق بالعشق أو بقصد الحقد والتفرقة بين الزوجين، لافتة إلى أنها التقت عاملات يقمن بالاستغاثة بالجن أمامها.
وتتراوح الأسباب بين السعوديين والسعوديات التي تؤدي بالعاملات إلى اللجوء إلى السحر والشعوذة لإيذاء الأسر، إذ إن كثيرين ينفون أن تكون هناك معاملة سيئة وراء ذلك، بل هو عائد في معظم القضايا إلى حال المقارنة بين أوضاعهن «ورغد العيش والنعمة والخير لدى تلك الأسر السعودية»، أو لعدم وجود زوج أو شريك إلى جانبهن، بينما تجد الزوجين يتمتعان بعلاقات حميمة، مشيرين إلى أن العاملة التي تلقى سوء معاملة تضطر لأعمال أخرى كالهروب من المنزل أو طلب الرحيل.
غير أن الاتهام لا يطاول جميع العاملات بسوء النية والمكر والغدر، لكن مراقبين أكدوا لـ«الحياة» أنه خلال الأعوام الأربعة الماضية، ارتفعت نسبة من يتعمدن القيام بعمل السحر «بقصد الإيذاء أو تسهيل أمورهن المعيشية»، إذ ضمن كل 10 عاملات (من جنسية شرق آسيوية) تجد أربع عاملات يردن عمل السحر للعائلة، وهو أحد الأسباب التي تفسر لجوء كثير من العائلات للتفكير باستقدام عاملات من القرن الأفريقي لعل مسلسل «السحر والشعوذة» ينتهي من حياتهم.
وعلى مواقع الإنترنت ينهمك كثير من السعوديين، خصوصاً من السيدات، في مناقشة وبحث سحر العاملات، إذ تمتلئ المواقع الإلكترونية بعناوين مثل: «كيف تعرفين أن العاملة ساحرة أم لا؟»، أو «علامات العاملة الساحرة»، أو «ملامح العاملة الساحرة المتمرسة»، أو «كيف أعلم أن العاملة سحرتني أو سحرت عائلتي؟»، وغيرها من العناوين التي أصبحت تتداول كثيراً من أفراد المجتمع.
صحيفة تواصل الالكترونية