[glow=FF0000]
كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته
فالأم راعية فى بيتها ورعيتها هم أبناءها
[/glow]
الأم هى من تحملُ مسؤلية أبناءها منذ أن يكونوا نطفة فى رحمها, فهى من ترعاهم وهم أجنة فى بطنها , ثم تُكمل دورها وهم صغار فى أحضانها إلى أن تصل بهم شباباً قادرين على تحمل مسؤلياتهم وأكمال دورهم فى أعمار الارض .
لذلك كانت مسؤليه الأم جسيمه فيما يتعلق بأبنائها الذين يجب أن يشبوا مسلمين، ومسلمات،
لا يعتزون بشيء مثلما يعتزون بانتمائهم إلى الإسلام، وأن يتمثلوا أخلاقه، وآدابه في كل ما يصدر منهم من كلام أو عمل أو تعامل فيما بينهم .
فماذا تفعل الأم مع هؤلاء الصغار الأحباب؛ ليلتزموا بأخلاق الإسلام ويحسنوا الانتماء إليه، فيعود ذلك عليهم، وعلى المجتمع الذي يعيشون فيه بالنفع في الدنيا والآخرة؟
هناك أمور على جانب كبير من الأهميه نحاول إجمالها لتضعها الأم المسلمة نصب أعيُنها :
1- أن تعطي من نفسها القدوة لأبنائها، فتحرص تماماً على أن تتمثل فيها كل صفة، تحب أن تجدها في أبنائها، فكلما التزمت بأخلاق الإسلام وآدابه في قولها، وفعلها، وكلما اعتزت بانتمائها للإسلام، نشأ أبناؤها على التحلي بهذه الصفات.
كما أن هذه القدوة توجب عليها أن تتخلى عن أي صفات لا تحب أن تراها في أبنائها، سواء أكانت هذه الصفات أخلاقية، أم شكلية تخص الملبس والمأكل والحركة والسكون.
2- أن تحرص على ألا تقع أعين أبنائها في البيت على شيء يغضب الله، أو يخالف شيئاً مما أمر به الإسلام، فإن وقوع أعين الأبناء على هذه الأشياء في البيت يعودهم التساهل في أمر دينهم وعبادتهم.
3- تزويد الأبناء بالإجابات الصحيحة عن كل سؤال يطرحونه في طفولتهم، وبخاصة في فترات معينة من سني أعمارهم وهي سنوات التطلعات لما حولهم، ومحاولة إيجاد علاقات بين الموجودات، والاستفسار عما يحدث لبعض أجزاء أجسامهم من نمو.
4- أن تحرص على عدم تعريض أبناءها لمشاهدات أو مقولات أو أفعال من الممكن أن يكون لها دور فى استأصال القيم الفاضلة في نفوس الشباب صغارًا وكبارًا، وتتحدى الإسلام، وقد تشجع على الرذائل، الحرصُ الشديد فيما يعُرض من خلال وسائل الاعلام بجميع انواعها .مع ضبط أبنائها في النوم واليقظة، بحيث لا يسهرون فيضرون أبدانهم، وأخلاقهم .
5- أن تحرص الأم على أن يكون لها دور فى أختيار أصدقاء أبناءها وذلك وفق معايير الإسلام، وأخلاقه، وآدابه، وأن تتابع هذه الصداقات، وتحيطها دائماً بالرعاية والاهتمام، وأن تحرص على أن تستمر هذه الصداقة في مجراها الطبيعي المشروع لا تتجاوزه إلى غيره، مع الحرص قدر الأمكان على جعل هذه الصداقات عائلية بينها وبين أمهات أصدقاء أبناءها.
6- أن تحرص الأم على أن يكوِّن في بيتها مكتبة إسلامية ملائمة لأعمار أبنائها، وأن تختارها بعناية، بحيث تلبي احتياجاتهم في مجالي الثقافة والتسلية لمن يعرفون القراءة من الأبناء. أما الذين لم يتعلموا القراءة بعد فلا يُهملوا، وإنما تستطيع الأم الداعية أن تحقق لهم الثقافة، والتسلية أيضاً، عن طريق إسماعهم بعض الأشرطة المسجلة، ومشاهدة الأشرطة المرئية، التي سجلت عليها مواد نافعة.
وبذلك تكون مصادر ثقافة أبنائها نقية لا يشوبها شيء من الترهات، والأباطيل، أو المغالطات، وذلك بأن تجعل من القرآن الكريم والسنة النبوية، وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم أساساً لمصادر هذه الثقافة، وأن تضيف إلى ذلك الكتب المختارة المبسطة الملائمة لأبنائها في شرح هذه المصادر الأساسية.
7- أن تحرص على ملاحظة ومراقبة أبناءها , ويجب الحذر من أن تتحول الملاحظة إلى تجسس، فمن الخطأ أن نفتش غرفة الولد المميز ونحاسبه على هفوة نجدها؛ لأنه لن يثق بعد ذلك بكِ، وسيشعر أنكِ شخص غير موثوق به، وقد يلجأ إلى إخفاء كثير من الأشياء .
كما ينبغي الحذر من التضييق على الأبناء ومرافقتهم في كل مكان وزمان؛ لأن الأبن وبخاصة المميز والمراهق يحب أن يُثق به ويُعتمد عليه، ويحب أن يكون رقيباً على نفسه، ومسؤولاً عن تصرفاته .
8- أن تحرص الأم على التنوع فى الثواب ما بين معنوي ومادي، من ابتسامة الرضا والقبول، إلى التقبيل والضم، والثناء، والهدايا والفسح وغيرها مما يحبه أبناءها.
مع مراعاة بعض الأرشادات فى ذلك
- أن يكون الترغيب خطوة أولى يتدرج الطفل بعدها إلى الترغيب فيما عند الله من ثواب دنيوي وأخروي .
- ألا تتحول المكافأة إلى شرط للعمل، ويتحقق ذلك بألا يثاب الطفل على عمل واجب
- أن تكون بعد العمل مباشرة، في مرحلة الطفولة المبكرة، وإنجاز الوعد حتى لا يتعلم الكذب وإخلاف الوعد، وفي المرحلة المتأخرة يحسن أن نؤخر المكافأة بعد وعده ليتعلم العمل للآخرة، ولأنه ينسى تعب العمل فيفرح بالمكافأة.
9- أن تحرص الأم عند العقاب أن يكون متناسب مع حجم الخطأ مع الأنتباه لبعض الارشادات عند استخدام وسيلة العقاب :
- أن الخطأ إذا حدث أول مرة فلا يعاقب الطفل، بل يعلم ويوجه.
- يجب إيقاع العقوبة بعد الخطأ مباشرة مع بيان سببها وإفهام الطفل خطأ سلوكه؛ لأنه ربما ينسى ما فعل إذا تأخرت العقوبة.
- إذا كان خطأ الطفل ظاهراً أمام إخوانه وأهل البيت فتكون معاقبته أمامهم؛ لأن ذلك سيحقق وظيفة تربوية للأسرة كلها.
- مراعاة الفروق الفردية في العقاب فالولد البالغ أو المراهق يكون عقابه على انفراد؛ لأنه أصبح كبيراً، ويجب أن يحترمه إخوانه الصغار، ويعاتَب أمامهم عتاباً إذا كان الخطأ معلناً , ومن الفروق الفردية جنس الطفل فالبنت يكفيها من العقاب ما لا يكفي الذكر عادة؛ لأن جسدها ضعيف وهي تخاف أكثر وتنقاد بسهولة.
- يجب أن تتولى الأم العقاب بنفسها حتى لا تتسبب بالضغينه بين الأبناء.
- ألا تتم المعاقبة فى حال الغضب؛ لأنه قد يزيد العقاب.
10- أن تحرص الأم على أن تخصص لأبنائها وقتاً بعينه في يوم أوأيام الأسبوع، تجلس إليهم، ولا تنشغل بسواهم من الناس أو الأمور، وأن تقيم علاقتها بهم على أساس من الود، والاحترام، وأن تتعرف من خلال هذه الجلسات مشكلاتهم، وما في أنفسهم من متاعب أو مسائل لا يجدون لها حلاً.
إنها إن لم تفعل، وإن لم تنتظم في ذلك سمحت لهذه المشكلات والمتاعب، والمسائل أن تنمو في غير الاتجاه الصحيح، وقد تصل في بعض الأحيان إلى حد الأزمة، أو المشكلة المستعصية على الحل.