ظلمة الاعراض
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، أما بعد
قال الإمام الشوكاني ـ رحمه الله تعالى ـ
(( اجتمعت ، في أيام الطلب بجماعة من أهل العلم ، فسمعت من أهل العلم الحاضرين ، ثلبا لوزير من الوزراء ، فقلت للمتكلم : أنشدك الله يا فلان ، أن تجيبني على ما أسألك عنه ، وتصدقني ، قال : نعم ، قلت له : هذا الثلب الذي جرى منك ، هل هو لوازع ديني تجده من نفسك ، لكون هذا الذي تثلبه ارتكب منكرا ، أو افترى على مظلمة ، أو مظالم ، أم أن ذلك لكونه في دنيا حسنة ، وعيشة رافهة ؟!!!!
ففكر قليلا ، ثم قال : ليس ذلك إلا لكون الفاعل ابن الفاعل ، يلبس الناعم من الثياب ، ويركب الفارِه من الدواب ، ثم عدّد من ذلك أشياء ، فضحك الحاضرون ، وقلت له : أنت إذن ظالم له ، تخاطب بهذه المظلمة بين يدي الله ،
وتُحشر مع الظلمة في الأعراض ، وذلك أشد من الظلم في الأموال ، عند كل ذي نفس حرّة .
يهون علينا أن تُصاب جسومنا *** وتسلم أعراض لنا وعقول
وبالجملة ، فإني أظن أن الظلمة في الأعراض ، أجرأ من الظلمة في الأموال ، لأن ظالم المال قد صار له وازع على الظلم ، وهو المال ، الذي به قيام المعاش وبقاء الحياة ، ثم قد حصل له من مظلمته ما ينتفع به في دنياه ، وإن كان سُحتا يحتاجه حراما . وظلم الأعراض لم يقف إلا على الخيبة والخسران ، مع كونه فعل جهد من لا له جهد ، وذلك مما تنفر عنه النفوس الشريفة ، وتستصغر فاعله الطبائع العلية ، والقوى الرفيعة .
(( رفع الأساطين في حكم الاتصال بالسلاطين ص 89 – 90 ))
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
منقوول
هذا في حال من يغتاب الاخرين فكيف بمن يبهت ويفتري على الاخرين
وياليت شعري ان كانوا من اهل الخير
حفظ الله اسماعنا وابصارنا الا عن قول الحق ..