بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل الله فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده الله ورسوله .
أما بعد :
أحبتي في الله ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن المتأمل في حال المصلين اليوم يجد أن أغلبهم يفوّت أجراً عظيماً جدا ، والسبب في ذلك مخالفة اعتاد الناس عليها – مع الأسف –
ألا وهي مسابقة الإمام بـ ( آمين ) وهذا الخطأ قد لا يتنبه المصلي له إلا أنه واقع مر لا بد من تصحيحه .
يقول النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ( إذا أمّن الإمام فأمنوا فإن من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه ) وهذا القول منه صلى الله عليه وسلم على وزن قوله ( إذا كبّر الإمام فكبّروا ) ، المتأمل في حال المصلين يجد أنهم لا يسبقون الإمام بالتكبير ولكن بعضهم أو جلهم ولا أقول كلهم يسبقونه بالتأمين لماذا ؟؟
أولا لأن المصلي لا ينتبه لقراءة الإمام ، فتراه شارد الذهن ولو يعلم أن ركعة واحدة يحسنها خير له من الدنيا وما فيها لانتبه !
ثانيا لأنه لا يعلم مقدار الخسارة التي يخسرها حينما يخالف هدي النبي صلى الله عليه وسلم !
فإن مسابقة الإمام بالتأمين فيها مخالفة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم وهذا خطر عظيم ، أضف إلى ذلك أن فوات الأجر العظيم المذكور في الحديث
( فإن من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه )
والملائكة كما وصفهم ربنا تبارك وتعالى أنهم
( لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) فهم يأمّنون بعد تأمين الإمام لا قبله .
فإني أوجه لك نصيحة أخي المصلي أن تنتبه مع قراءة الإمام وتحبس أنفاسك عنده قوله ( ولا الضالين ) حتى تسمعه إذا أمّن فتأمن خلفه مباشرة لتنال الأجر العظيم الذي لو عمّر أحدنا كما عمّر نوح عليه السلام في سبيل تحصيل هذا الأجر العظيم لكان قليلاً !
هذه ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
== مختصر من نصيحة وجّهها الإمام الألباني رحمه الله تعالى للمصلين بعد الصلاة ==
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[/frame]