الشرطة الإيرانية تهدم ثاني أكبر مدرسة دينية لأهل السنة بالبلاد
الخميس26 من شعبان1429هـ 28-8-2008م
مدرسة الإمام أبي حنيفة في "عظيم آباد"
مفكرة الإسلام: داهمت قوات من الباسيج والشرطة الإيرانية، فجر الأربعاء، مدينة "زابل" الواقعة في إقليم "بلوشستان" شرقي البلاد؛ حيث قامت بتدمير إحدى كبريات المدارس الدينية التابعة لأهل السنة في إيران.
وطبقًا لما أورده الموقع الرسمي لأهل السنة والجماعة في إيران "سُني أون لاين"، فقد قامت عناصر حكومية مسلحة في الساعة الثالثة من فجر الأربعاء، بمداهمة مدرسة الإمام أبو حنيفة الدينية الواقعة في قرية "عظيم آباد" بمدينة زابل؛ حيث قامت بتدميرها وتسويتها بالأرض.
وهذه المدرسة إحدى أفرع جامعة دار العلوم الإسلامية في زاهدان، ويقوم بالإشراف على إدارتها الشيخ محمد علي. وهي من أكبر المدارس الدينية لأهل السنة في إيران، وتضم أكثر من 600 طالب وطالبة وتحتل المرتبة الثانية من حيث تعداد الطلبة والمرتبة الأولی من حيث الكيفية والتقدم المنشود في الأمور التعليمية والدعوية بين اتحاد المدارس الإسلامية لأهل السنة في إقليم بلوشستان.
واشتهرت مدرسة الإمام أبو حنيفة، في السنوات الماضية، بنشاطاتها العلمية والثقافية المرموقة والمثمرة في منطقة سيستان (سجستان) التي يشكل أهل السنة والجماعة 40 % من سكانها. كما أن أكثر الفائزين بدرجات الشرف والامتياز في الاختبارات السنوية وسائر المسابقات العلمية كانوا من بين طلاب هذه المدرسة المرموقة.
وبحسب المصادر نفسها؛ فإن أكثر من 80 سيارة تابعة للشرطة وعناصر قوات التعبئة ( الباسيج ) الإيرانية طوقت مبنی مدرسة الإمام أبو حنيفة في الساعات الأخيرة من الليل وقامت باعتقال الطلبة والأساتذة الموجودين فيها وأخذت كل ما في غرف النوم وصفوف الدرس من أمتعة وأثاث ونقلتها إلی أماكن مجهولة.
وعقب ذلك، قامت تلك القوات بتدمير غرف المدرسة وصفوف الطلبة وتسويتها بالأرض تمامًا باستخدام الجرافات.
وتندرج هذه العملية ضمن الهجمة التي تشنها السلطات الإيرانية ضد المؤسسات الدينية ورجال الدين السنة والتي كان آخرها اعتقال الشيخ "أحمد ناروئي" أحد كبار علماء أهل السنة في إيران .
دار العلوم الإسلامية تدين:
وحول ردود الأفعال على هذه الجريمة الجديدة بحق أهل السنة في إيران، أعربت مصادر في مدرسة دار العلوم الإسلامية في زاهدان عن إدانتها لهذه الممارسة التي "تخالف التعاليم الإسلامية وتتعارض مع مبادئ حقوق الإنسان، وتتناقض تمامًا مع ما ورد في الدستور الإيراني الذي أعطی فيه الحق التام لأتباع المذاهب المختلفة في إدارة أمورهم التربوية والتعليمية".
حزب النهضة الأحوازي يستنكر:
وفي سياق ردود الأفعال أيضًا، استنكر المتحدث باسم حزب النهضة الأحوازي "كاظم الفرحاني" هدم مدرسة الإمام أبي حنيفة الدينية, واصفًا العملية بأنها جريمة بحق العلم والعلماء وأنها نابعة من سياسة التمييز الطائفي والعنصري التي يمارسها قادة النظام الإيراني ضد أهل السنة خاصة والشعوب والقوميات غير الفارسية عامة.
وطالب الفرحاني، في بيان وصل "مفكرة الإسلام" نسخةٌ منه، الحركات العربية والإسلامية المدافعة عن النظام الإيراني ... بإدانة هذه الجريمة والجرائم الأخرى التي يرتكبها النظام الإيراني يوميًا بحق العرب الأحوازيين وأهل السنة من أبناء سائر القوميات والشعوب في إيران".