سبعيني يقتات على المخلّفات بعد خسارة أمواله
الرياض - الوئام- مسفر بن دمغان :
استوقفني مشهد غريب وأنا أسير في أحد شوارع جنوب الرياض، عندما رأيت سيارة مهترئة ومثقلة بالمآسي التي تروي قصة صاحبها الطاعن في السن، حيث امتلأت هذه السيارة التي لا يجيد صاحبها القيادة بالمخلفات، بعد أن أضحت حراج خردة متحرك.
الوئام التقت بسائقها الذي تجاوز عقده السابع وهو يقرأ القرآن على أحد الأرصفة، وحين سألناه عن سبب حمل هذه القمامة والخردة في سيارته، قال بأنه يجمع المخلّفات ويبيعها في الحراج لأنها مصدر رزقه الذي يقيه ذل سؤال الناس، وأنه حوّل هذه السيارة المتهالكة إلى منزل يؤويه.
وعرّف العمّ حسين عن نفسه بأنه مقيم يمني يعيش في المملكة منذ أكثر من أربعين عاماً، وأنه كان فيما مضى يملك تجارة تدرّ عليه أموالاً لا بأس بها، لكنه تعرض للاحتيال مما تسبب في خسارة كل تجارته وجعله وحيداً، ويدرّس القرآن حالياً في أحد مساجد الرياض.
وعن علاقته برجال الأمن بحكم عدم حمله أوراق رسمية، ولأن سيارته المخالفة التي تلفت الأنظار قال بأنه لا يواجه مشكلة في ذلك لأن الجميع يعرفونه وينظرون إليه بعين الرأفة والشفقة والعطف.
وتبقى هذه الظاهرة جديرة بالدراسة من الجهات المعنية، لنقف على حقيقة هذه النماذج التي تتّسم بالوقار، ليحلّ الفهم الموضوعي لما تخفيه من الأسرار محلّ الشفقة والحيرة التي تتغاضى عن الأضرار.