عندما يصبح الجميع أوفياء والكل خائن !!!
ألا ترى عزيزي القارئ أن الجميع اتفقوا على أن يتهموا هذا العصر بعصر الخيانة
عصر يفتقر للأخلاق .. لا يوجد فيه أي نوع من الوفاء !!
رسخوا فينا هذه الفكرة حتى صدقنا وأصبح شعارنا "تغدى فيهم قبل لا يتعشون فيك"
فعندما نواجه مشاكل مع من حولنا .. يكون اللوم دائما عليهم
فهم لا يستطيعون أن يفهمونا ولا أن يقدرون ما نفعله لهم
ولكن لا نفكر بما فعلناه معهم .. هل فعلا هم مخطئون؟
هل يستحقون هذا الحكم منا ؟
عندما تقرأ أي ديوان لشاعر ما .. تجده يتكلم عن خيانة عظيمه عاشها ..
وعن تجربته التي ذاق المر فيها .. وعن أخلاقه التي لن تجد حبيبته مثيل لها فيشعرك انه لا يوجد سواه يتصف
بالوفاء.. أما من عاش في هذا العصر فهو بالتأكيد خائن !!
تغلق الديوان وعلامة استفهام وتعجب تدور في رأسك .. هل أنت من هذا العصر؟!
تخرج مع صديق تجده يشكو من صديق له سرق وظيفة منه وانه مل من عصرنا هذا
وانه لن يثق بأي شخص حتى لو كان أخاه !!
وتذهب لتزور عريس في بداية حياته الزوجية .. تجده في ضيق وكأن هموم الدنيا على رأسه
تسأله عن سبب ضيقه فيفشي إليك سره الخطير .. يقول بأنه رأى زوجته وهي تسرق النظر لشخص ما
..فتجيب ..أحسن الظن قد تكون نظره عابره !! فيقول بكل ثقة بالتأكيد هي تعرفه من قبل فهي من هذا العصر!!
الكل يتحدث عن ملله من هذا العصر وعن ما حدث له.. ويتحدث عن نفسه وكأنه هو الشخص الوحيد المثالي
فالكل أصبح وفي ولكن العصر هو من خان !!!