[align=center]
تنظيم قاعدة الجهاد
القيادة العامة
بيانٌ حول استشهاد الشيخ البطل مصطفى أبو اليزيد رحمه الله
الحمد لله حقَّ حمده، والصلاة والسلام على نبيِّه وعبده، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه وبعد :
فعلى طريق الأنبياء والربانيين، وسبيل الشهداء والصالحين، ومسلك الأبطال الصابرين، نزفُّ إلى أمتنا الإسلامية الحبيبة نبأ استشهاد قائدٍ من قادتها المحنَّكين، وسيدٍ من سادتها المؤيَّدين، وأميرٍ من أمرائها المسدَّدين، وهو الشيخ الموقَّر المظفَّر البطل مصطفى أبو اليزيد القائد العام لتنظيم قاعدة الجهاد في أفغانستان رحمه الله ورفع درجته في عليين وجعله رفيق النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
وإننا إذ ننقل لأمتنا الإسلامية هذا النبأ العظيم فلا نقول إلا ما يرضي ربنا مما هدانا إليه برحمته فقال عز وجل : {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}[البقرة/155-157]
ففي موكبٍ أُسَريٍّ فريدٍ وَدَّع الشيخُ -رحمه الله تعالى - هذه الدنيا لينطلق ضمن قافلة الشهداء السائرة ومعه زوجتُهُ وثلاثٌ من بناته وحفيدتُهُ ورجالٌ ونساءٌ وأطفال من جيرانه وأحبابه.. ودَّعَ الشيخُ بعد رحلةٍ جهاديةٍ طويلةٍ كلها جدٌّ واجتهاد وصبر ومصابرة، امتدت لأكثر من اثنين وعشرين عاماً عُرِف فيها بين كلِّ المجاهدين بخُلُقه الرفيع، ووقاره المهيب، وصدره الرحيب، وحلمه الواسع، وصبره الجميل، ونفسه النزيهة، وتواضعه الجم، وجلده على العبادة، وقوة يقينه وتوكله على الله، وحرصه الدائم وسعيه الدؤوب لاجتماع كلمة المجاهدين، فلقد كان بحقٍّ مدرسةً جهاديةً متكاملةً حتى لكأن الشاعر يعنيه بقوله :
إذا القومُ قالوا من فتىً لعظيمةٍ * فما كلّهم يعنى ولكنّه الفتى
وستبقى آثاره – بإذن الله - معطاءة مدرارة تخرِّج الأبطال وتربي الأجيال، ولن يكون مقتله إلا أشد لعنة على الكفرة من حياته، والجواب قريب وكفى!
ولعمر الله كأنه يقصد نفسه في بيان تعزية الأمة في الشيخين أبي عمر البغدادي وأبي حمزة المهاجر – رحمهما الله – حينما قال : (وإن من نعم الله على أهل الجهاد خاصةً وعلى أمة الإسلامِ بعامة أن قياداتنا يفارِقون هذه الدنيا بعدَ حُسْن عملٍ قتلى في ساحاتِ الوغى مقبلين غيرَ مدبرين، ثابتين على الحق غيرَ مبدّلين ولا مغيّرين، وقد أشفوا الصدور من أعداء الله، ونالوا من هذه الدار الفانية من ألذّ ما فيها : الحرية والعزة بالكون مع الله والأنس به تعالى، فليهنأ المحبّون، وليخسأ أعداءُ الله المبغضون.)اهـ.
هذا ونذكِّر أمتنا الإسلامية بعامة والمجاهدين في العالم بخاصة بقول الله تعالى : {وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا}[النساء/104].
وإن المجاهدين لمَاضون-بعون الله- على طريقهم لا يردهم رادٌّ ولا يصدهم صاد، بعزيمة صارمة، وتصميم نافذٍ، وهمةٍ سامية، ولن يحيدهم عن صراطهم المستقيم رغبة ولا رهبة بعد أن استيقنوا أن ضريبة النصر دماء تجري، وأشلاء تتطاير، وخيارٌ يُصْطَفَوْن ثم العاقبة للمتقين، {وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}[الشورى/36]، وسيتخذون من دماء هؤلاء القادة النجباء وقوداً تستعِر به نار الحرب ويتأجج سعيرها فتلْتَهِمُ الكفرَ وأهله، مستعينين في ذلك بالله ربهم، ومتوكلين عليه، واثقين بمعيته، قاطعين بتحقق وعده وتنزل نصره ولو بعد حينٍ قال تعالى :{ وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ * وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ * فَآَتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران/146-148]
فأكرمْ بالشهادةِ من خاتمة، وأنعمْ بها من هبةٍ ربانيةٍ جليلةٍ، العزُّ وسامُها، والشرفُ تاجها، والذكر الحسنُ خلَفُها، ورضوان الله تُجاهها، والنبيّونَ والصديقون والصالحون رفقاءُ أهلها، فهل على مَن نال هذه المكرمة التامة حزنٌ أو خوفٌ؟ {وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ}[محمد/4-6]
فلله درّك من بطلٍ مهاجرٍ مرابطٍ مجاهدٍ عابدٍ زاهدٍ... فنم قرير العين أيها الشيخ الوقور وفي الجنة - بإذن الله - يكون اللقاء وذلك الفوز العظيم
والله أكبر : وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ
تنظيم قاعدة الجهاد
القيادة العامة
جمادى الآخرة1431هـ
تم الحذف من قبل الادارة ... لا داعي لروابط التحميل لوجود الخبر .
فلله درّك من بطلٍ مهاجرٍ مرابطٍ مجاهدٍ عابدٍ زاهدٍ... فنم قرير العين أيها الشيخ الوقور وفي الجنة - بإذن الله - يكون اللقاء وذلك الفوز العظيم
والله أكبر : وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ
تنظيم قاعدة الجهاد
القيادة العامة
جمادى الآخرة1431هـ
المصدر: (مركز الفجر للإعلام)
[/align]