الداعية والاختراق الاجتماعي
الداعية شخص لا بد أن ينضم إلى فئات المجتمع بمختلف أصنافها؛ مع الأمراء والوزراء والكبراء، والعامة والضعفاء.
والهدف من هذا الانضمام " الاختراق " هو كسب الناس لا لأجل مصالحه، بل لأجل دعوتهم إلى الله وتقريبهم للدين.
ولقد كان من طريقة الأنبياء " الاختراق الاجتماعي " والدخول لجميع الفئات بدون حياء أو خجل، وانظر لصراحة الأنبياء مع أقوامهم ((اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ))[الأعراف:59].
والمواقف عنهم كثيرة، وفي مجموعها تجد القوة في الدخول مع المجتمع، والإخلاص لله في هذا الدخول، والحرص على المجتمع بكل صوره.
ومما يندى له الجبين تأخر الدعاة عن هذا الاختراق الاجتماعي بسبب الحياء أو الخجل، بينما تجد أهل الفساد كالمطربين والممثلين قد يكون لهم دخول على المجتمع بكافة أطيافه.
وقد يوجد بعض أنصاف الدعاة وأنصاف المتعلمين يتقنون فن الدخول للمسئولين لأجل مصالح لهم خاصة مع لبسهم لباس أهل الاستقامة.
مما يجعل أولئك المسئولين يقبلونهم؛ لأنهم في الظاهر " أصحاب تقوى " فيكون ذلك سبباً في تنمية الحب بينهم وتبادل الخدمات التي قد يحرم منها الدعاة الصادقون؛ لأجل بعدهم واختفائهم.
فيا داعية الإسلام! انزل للميدان، وكن جريئاً في " الاختراق " وحينها تحقق مكاسب للدعوة، ومن جرب عرف.
بقلم الشيخ : سلطان العمري
ياله من دين