صلاح الإنسان وأثره على الخاتمة الحسنة
اجاب عليها فضيلة الشيخ د. صالح بن فوزان الفوزان
السؤال
هل عمل الإنسان في حياته يتحكم في طريقة موته ؟
الجواب
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. وبعد.
فالمسلم إذا كان ملازمًا لطاعة الله مستقيمًا على طاعته فإنه حريّ أن يختم له بالخير، وأن يموت على ما عاش عليه من الطاعة والعقيدة والتوحيد؛ والذي يضيّع نفسه في المعاصي وأوقاته في المخالفات فإنه يخشى عليه من سوء الخاتمة، وأن يموت على خاتمة سيئة .
فعلى المسلم أن يحفظ عمره في طاعة الله سبحانه وتعالى، وأن لا يدركه الموت وهو على حالة سيئة . فالعمل الصالح والطاعة من الأسباب التي يرجى لصاحبهما أن يختم له بالخير . وأما المعصية والمخالفات وإضاعة الواجبات فهي من الأسباب التي يخاف أن يختم لصاحبها بشرٍّ .
فحسن الخاتمة وسوء الخاتمة لا شك أنهما متعلقان بقضاء الله وقدره سبحانه وتعالى . وقد جاء في الحديث ( إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها . وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها ) هذا من ناحية القضاء والقدر .
لكن من ناحية عمل الإنسان واهتمام الإنسان، فإن عليه أن يحرص على طاعة الله، ويجتنب معصيته ويتمسك بذلك، وهذا من الأسباب التي يوفقه الله بها لحسن الخاتمة، والموت على الإسلام .
والله سبحانه وتعالى لا يضيع أجر من أحسن عملاً، وهو يحب التوابين، ويحب المتطهرين والمحسنين، ورحمته قريب منهم، وما على الإنسان إلا أن يبذل الأسباب التي تجلب له حسن الخاتمة، ويترك الأسباب التي تجلب له الشر، وكل ميسر لما خلق له .
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.