ان تكن مسلما --يا له من امر صعب
يقول أحد مفكّري الغرب : أن تكون نفسك .. يا له من أمر صعب !!
وجاء دورنا اليوم لنقول : أن تكون مسلماً .. يا له من أمر صعب !!
في البداية : ماذا تعني كلمة مسلم ؟
المسلم هو من يدين بدين الإسلام طواعية
وما هو الإسلام ؟
هو الاستسلام لله بالتوحيد ، والانقياد له بالطاعة ، و الخلوص من الشرك .. وهذا التعريف نحفظه جيدا منذ كنّا صغارا .
( الاستسلام لله بالتوحيد )
تأمّل جيداً في كلمة ( الاستسلام ) فهي تعني أنّك تنقاد إلى الرحمن تعالى بتوحيده فلا تشرك معه شريكاً في العبادة ولا تتخذ مع شرعه شريعة أخرى .
الاستسلام يعني : ألا تعترض .. ألا تتهكّم .. ألا تخالف أوامر الله تعالى ..
الاستسلام أن توقن من صميم قلبك بأنّ كلّ حكم أنزله الله عليك فهو لأجلك أنت ولأجل مصلحة البشرية .
لا يحقّ لك أن تعترض على أحكام الله ولا أن تستبدلها بالقوانين البشرية الهوجاء .
لأنك اخترت لنفسك : أن تكون مسلماً ..
( الانقياد له بالطاعة )
من هو الإنسان اللذي يُقاد ؟؟ إنّه العبد .. و أنت عبد لمليك السماوات والأرض تنقاد إليه بالطاعة دون أن تنبس بنبسة شفاه ودون أن تعترض ..
إنّ الله سبحانه وتعالى يأمرك بالصلاة والصدقة والزكاة والحج ..
فلا يجوز لك أن تعترض عن عبادته ..
والله سبحانه وتعالى يأمرك بإعفاء اللحية وتقصير الثوب والجهاد
فلا يجوز لك أن تتهكم ولا أن تسأل : لماذا أُمرنا بهذا ؟؟ وما الغرض من ذاك ؟؟
( الخلوص من الشرك )
والشرك وإن كان كثير من الناس يحصره في السجود لصنم أو عبادة كوكب إلا أنّ محيطه أكبر من ذلك بكثير ..
وهناك نوع من أنواع الشرك يقع فيه الإنسان دون أن يعرف وهو للأسف الشديد ( داء هذا العصر ) ألا وهو :
شرك الهوى .. والله سبحانه وتعالى يقول :
( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله )
ويقول في آية أخرى : ( فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهوائهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله ) ..
وكثير ما تعارض أوامر الإسلام هوى النفس فترتفع أصوات الناعقين والمعارضين ؟
ولماذا ؟ أولستم اخترتم لأنفسكم أن تكونوا مسلمين ؟
فلما تعتبرون الزواج العادل من أربع ظلما ؟ والله سبحانه قد شرعه
ولماذا تسخرون من اللحى الطويلة والأثواب القصيرة ؟؟ والله سبحانه قد أمر بها
ولماذا ترفضون الحجاب ؟؟ والله سبحانه أمر به صراحة في القرآن
إنه هوى النفس اللذي دفع الكثيرين للاعتراض على أوامر الله ..
وهو اللذي دفع البعض ممن يسمون أنفسهم مسلمين في أمريكا إلى كتابة كتاب جديد أسموه ( الفرقان الحق ) و طلبوا من المسلمين تشريعه بدلا من القرآن الكريم اللذي خالف أهوائهم ..
أن تكون مسلما. يا له من أمر صعب على من اتخذ أهوائه آلهة يعبدها ويطيعها فما كان في الإسلام ووافق هواه اتبعه وما كان من الإسلام وخالف هواه ابتعد عنه ..
والمصيبة : أن يسمّي نفسه مسلما
يا إخوتي : متى نتوقف عن خوض الجدال في ثوابت الإسلام وفي أحكامه ؟؟
أولسنا رضينا لأنفسنا أن نكون مسلمين ؟؟
هل لأنّ الأمّة المغلوبة دائما ما تتبع الأمّة الغالبة ؟؟
فاتّبعنا من غلبنا حتّى إذا وصلنا إلى ما يخالف الإسلام بدأنا بالنعيق والدعوة إلى تيسير الأحكام علّنا نرتقي إليهم ؟؟
وأخيرا :
إنّ رسول الله قد أخبرنا أنه يأتي على الناس زمان القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر .. فاقبض على دينك .. ولا تتبع أهوائك !!
هل الاسلام اخوتي با الامر الصعب
منقول ---