د.ظَافِرُ بْنُ حَسَنْ آل جَبْعَان
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم اهدني وسددني وثبتني
وسائل عملية لنصرة أهلنا في بلاد الشام
الحمد لله قهر بقوته الجبابرة، وأذل بعدله القياصرة، وأهان بقدرته الطغاة والملاحدة، وبيَّنَ قوته على كل ظالم، وأظهر بحكمته حقارته، وأذلَّ بين الناس مكانته، ومَكَّنَ لأوليائه في الأرض ورفع رايتهم، وأعزهم بعد أن أذلهم عدواهم، { وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ } [القصص:5]، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير،« لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ »، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله وخيرته من خلقه، دعا لأمته بالنصر والتمكين، والصبر واليقين، فأعز الله به بعد الذلة، وأغنى به بعد العَيْلَة، وجمع به بعد الفرقة، فعلت به أمته ذكرا، وشرفت به قدراً، فصلى الله عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن الله قد جمع أهل الإسلام على كلمة التوحيد، وألف بينهم بدين الإسلام، وجمع أمرهم على سنة سيد ولد عدنان، فكانوا إخوة في الدين مؤتلفين، وبالخير متقاربين، وبالنصرة متآزرين، فكل منهم للآخر يشد بعضه بعضاً، يحس ببلواه، ويشعر بكربه، ويتألم لألمه، فكانوا كالجسد الواحد، همه واحد، وفرحه واحد.
إن مما يجب على المسلم لإخوانه أن يحمل همهم في كل مكان، ويتألم لألمهم، ويحزن لحزنهم، فهم أهله مهما نأت به وبهم الديار، واختلفت بينهم الأنساب.
إنْ يَخْتَلِفْ مَاءٌ الوِصَـال فَمَاؤُنا *** عَـذْبٌ تَحـدَّرَ مِنْ غَمَامٍ وَاحِدِ
أو يَفْتَرِقْ نَسَبٌ يٌؤَلِّـفْ بيْنَنـَا *** ديـنٌ أَقَمْنَـاهُ مَقَـامَ الـوَالِدِ