شكرا .. لمقاطعتكم!
أو شكرا.. لقتلي!
*****************************************
أنا إيمان حجو كان عمري أربعة اشهر .... وجدت في هذه الدنيا وأنا اسمع يوميا أخبار الانتفاضة ، حتى محمد الدرة صار صديقا لي من كثرة ما سمعت عنه ...... وكثيرا ما كانت تدمع عيناي لسماعي بسقوط شهداء جدد ......... فتظن أمي أنها دموع النعاس ، فتهدهد لي كي أنام .
ساعتئذ كنت ارضع من صدر أمي عندما انتفضت مذعورة على صوت انفجار مدو ، وعلمت من خلال تمتمات أمي مع أبي أن اليهود يقصفون بلدتنا ..... لم تعد لي شهية لمزيد من الحليب . ضمتني أمي إلى صدرها وأخذتني إلى غرفة داخلية في البيت كي تحميني .. وبدأت تدندن لي وترفع صوتها عسى أن تغطي على صوت القصف.
في لحظة ، سقطت قذيفة على منزلنا وشعرت بأن أمي لم تعد تحملني ....... فهي مرتمية أمامي على الأرض مغطاة بدمائها ...... لالا أنها دمائي ، شظية اخترقت بطني وخرجت من ظهري ... إلا أن لهذه الشظية رائحة مألوفة ، كنت أشمها دائما ،وانتم ما زلتم حتى ألان تشمونها ، هي رائحة البضائـــــــــــــــــــــــــــــــــــع الأمريكية .
وأنا اسلم الروح بدأت أفكر : ترى مَن من إخواني المسلمين اهدي عدوي القذيفة التي أصابتني ؟؟؟ مَن منهم يساهم في قتلي من خلال استهلاكه لبضائع تنتجها دولة داعمة لقتلتي ؟؟ مهما ذرفتم عليّ من الدموع عند مشاهدتي . هذا إن ذرفتم الدموع أصلا . فلن يفيدني ذلك ....... ما يفيدني هو امتناعكم عن تغذية قاتلي .
شكرا لأنكم ساهمتم في قتلي كي ألتقي رفاقي محمد الدرة ونور العابد ....
قتلتوني مرة ،فلا تقتلوني أكثر .
اذا قرأتم ندائي فلن أسامحكم على استمراركم في قتلـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــي
منقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــول
لا تنسونا من الدعاء