الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
أحبتي في الله ، أرحب بكم في هذا المجلس الذي نستأنف به معكم هذا الموضوع الذي أرى أنه مهم جداً ، وعنوان هذه الحلقة سيكون هو :
*** إلى ماذا ندعوا ؟ ***
هذا سؤال لابد أن ينقدح في ذهنك ، وجوابه ذكره المولى سبحانه وتعالى في قوله جل وعز : (( ادع إلى سبيل ربك )) فالذي ندعوا إليه هو الإيمان والتوحيد والسبيل القويم والصراط المستقيم وهذا كله يشمله لفظ ( الإسلام ) ، وإلى الإسلام دعانا ربنا جل وعلا في قوله سبحانه : (( ياأيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كآفة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدوٌ مبين )) ـ البقرة آية 208 ـ
قال جماعة من السلف : معنى ذلك : ادخلوا في السلم جميعه ، يعني في الإسلام ، يُقال للإسلام سِلْمٌ ، لأنه طريق السلامة ، وطريق النجاة في الدنيا والآخرة ، فهو سِلْم وإسلام ، فالإسلام يدعو إلى السِّلم ، يدعو إلى حقن الدماء بما شرع من الحدود والقصاص والجهاد الشرعي الصادق ، فهو سِلْمٌ وإسلام وأمن وإيمان ولهذا قال جل وعلا : (( ادخلوا في السِلْمِ كآفة )) أي ادخلوا في جميع شعب الإيمان ، لا تأخذوا بعضاً وتدعوا بعضاً ، عليكم أن تأخذوا بالإسلام كله ، (( ولا تتبعوا خطوات الشيطان )) يعني المعاصي ، التي حرمها الله عز وجل ، فإن الشيطان يدعوا إلى المعاصي وإلى ترك دين الله كله ، فهو أعدى عدو ، ولهذا يجب على المسلم أن يتمسك بالإسلام كله ، وأن يدين بالإسلام كله وأن يعتصم بحبل الله عز وجل ، وأن يحذر أسباب الفرقة والاختلاف في جميع الأحوال ، فعليك أن تحكِّم شرع الله تعالى في العبادات وفي المعاملات وفي النكاح والطلاق ، وفي النفقات وفي الرضاع وفي السِلم والحرب ، ومع العدو والصديق وفي الجنايات وفي كل شيء ، وإياك أن توالي فلاناً لأنه وافقك في كذا وتعادي الآخر لأنه خالفك في رأي أو في مسألة ، فليس هذا من الإنصاف .
فأنت أيها الداعي مهمتك الأولى هي الدعوة إلى الإسلام كله وتحذير الناس من أخذ بعض الدين وترك بعضه كما قال تعالى : (( أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض )) ، ويجدر بك في هذه الدعوة أن تبين محاسن الإسلام وأجر من دخل في الإسلام ، ولاتنس أن تكون قدوة حسنة لغيرك وتلتزم بآداب الإسلام ، وقد سبق الإشارة إلى القدوة في مقال سابق ، ولعلي لا أطيل عليكم أكثر من ذلك ، ونلتقي في المجلس القادم بإذن الله تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،،،