السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت مقالاً طيباً قبل أيام قليلة وأعجبني فأحببت المشاركة به
هل من مراجعة وتصحيح لـ (فزعة) أهل الفن الرمضانية؟
كتبه : داود العسعوسي
( جريدة الوطن الكويتية )
رمضان شهر فضيل وضيف كريم ، تضاعف فيه الحسنات وتقال فيه العثرات ، وتفتح فيه أبواب الجنان وتغلق ابواب النيران وتصفد الشياطين فضلا أنه الشهر الوحيد الذي ذكره الله باسمه في القرآن الكريم .
والناس في استقباله صنفان : صنف سار على درب الأولين وسلك طريق الصالحين فجعله محطة إيمانية يتزود فيها من التقوى والطاعات ويسارع إلى مرضاة ربه بالقربات والاستعتاب على تقصيره في جنابه ، رمضان عند هذا الصنف من الناس ضيف وزائر كريم وحق للمزور أن يكرم ضيفه بما يسره . وصنف آخر قد أضمر العداوة لهذا الشهر فتراه يستثقل أيامه ويستصعب صيامه ، ويعدها لحظة بلحظة رجاء انصرامها وفراقها ، لأن في هذا الشهر كبحاً لشهواته وقاطعاً للمألوف من سيىء عاداته ومنهم - وللأسف - من يدخل عليه رمضان ويخرج ولم يغفر له فيصدق عليه الحديث (رغم أنف امرئ دخل عليه رمضان ولم يغفر له فأبعده الله فأدخله النار) نسأل الله السلامة والعافية .
لكن الذي يدمع العين ويحزن القلب هو ما اعتدنا رؤيته وسماعه من (فزعة) أهل الفن والقنوات الفضائية وتنافسهم في تصريحاتهم من استعداداتهم لاستقبال هذا الشهر بالاغاني ، والمسلسلات ، والفوازير وكأن شهر رمضان قد ساقه الله لنا للفرفشة والرقص لا للعبادة والذكر ، ومما يتصل بالموضوع ويزيد الطين بلة ردة فعل بعض الذين أشربوا في قلوبهم الفن على قرار منع الإعلام الترخيص لحفلات داخل الكويت لبعض المغنيات السافرات متهما بعض المسؤولين في وزارة الاعلام بخداع الجمهور! فقد قال أحدهم :
«سيارات مسؤولي قرار المنع تحتوي على البوماتها وإنهم بقرارهم هذا لا يريدون للناس أن تستانس!!» يا للعجب! نفس الإسطوانة (المشروخة) التي أصابنا الملل من سماعها من هؤلاء ، لا تعليق عندي على هذا الهراء سوى القول بأن (الطيور تعرف اين تقع) !لكن الأمر الأعجب كيف يرشح (مغرم) عجرم و(مناضل) روبي ليشارك شيوخ الدين والدعاة في ملتقى الأوقاف لمجابهة التطرف والإرهاب المنعقد قبل عدة اشهر في بعض ثانويات للبنين والبنات!!
من جانب آخر لا يفوتني أن أنبه بأن (التطعيمات) الإعلامية التي تقدمها القنوات الفضائية المسماة بـ (الوقفات الدينية) على اختلاف مسمياتها ومواضيعها المطروحة على ما فيها من خير ومنفعة، ما هي الا خدعة وضحك على الذقون لانها تدل في نظري على امرين مهمين:
الاول: ان غيرها مما يعرض لا يعتبر (دينيا) ان صح التعبير وعلى هذا فهو لا يتناسب مع مكانة شهر رمضان واحترام أوقاته.
الثاني: أنها مجرد (وقفة) يعرض فيها ما يرقق القلوب ويبصرها ثم تتلوها (موجات) عارمة و(طوفان) كاسح من البرامج (اللادينية) لتنسف ما بنته تلكم الوقفة المتواضعة وصدق من قال:
وكيف يبلغ البنيان يوما تمامه
إذا كنت تبني وغيرك يهدم!
إن (إعلامنا الرمضاني) يحتاج إلى إعادة تقييم ودراسة جادة وعميقة من قبل المسؤولين الإعلاميين الصادقين الغيورين لينزهوه عن سفاسف الأمور ويرتقوا به إلى معاليها . ونصيحتي لأهل الفن وغيرهم أن يكونوا في شهر رمضان في بيوتهم ويلزموا مساجدهم ويغتنموا أيام هذا الشهر بما يثقل موازين حسناتهم عند ربهم ، فقد قيل (إن الله جعل رمضان مضماراً لخلقه يتسابقون فيه بطاعته الى مرضاته، فسبق قوم ففازوا وتأخر آخرون فخابوا وخسروا).
من أجل ذلك فإن وزارة الاعلام بحاجة الى مراجعة وتصحيح لما تقدمه للجمهور في هذا الشهر الفضيل بما يناسب فضله وحرمته ولا يذهب من قلوب محبيه هيبته والامل كبير بعد الله عز وجل في جهود وزير الاعلام وخطواته المباركة.
____________________
ملاحظة : اعذروني في عدم تلوين المشاركة لأن هناك خلل في المنتدى