أقلام تحت المقصلة
كنت أفكر بأن أقلامنـا كالبشر ..
بل هذا ما عرفنـاه منذ زمن .... تبدأ صغيرة ... قليلة الخبرة ...
وتكبر لتكبر معها حصيلتها اللغوية والثقافية ...
لكن هناك من لا يريد الانتظار حتى تكبر
و يريدها أن تولد كبيرة بأعلى خبرة ومهارة ... وبدون أخطـــاء منذ طفولتها ...
ويتعجل طلب ثمارها و لم يجتهد في سقايتها والعناية بها ..
فإذا لم يجد ما يريد مبكراً ...
دفع بها إلى المقصلة لينفذ فيها حكم الإعدام ...
*
*
*
يترائى شبح هذه المقصلة لكل الأقلام في بدايتها ...
من الناس من يأتيها طواعية .... ومنهم من يساق إليها سوقاً ...
أول الأسباب التي تنهي حياة القلم أن صاحبه لا يحبه
وليس بينه وبين هذا القلم علاقة قوية..
لا يستطيع بسببها أن يتخلى عنه ...
وهناك من تعدم قلمه كلمة إحباط من معلم أو شخص أكبر منه ...
أو سخرية بما كتب ولو كانت عابرة ..
فبعض الناس حساس لدرجة الخوف من إعادة التجربة ...
قلم الرجل يصعد إلى المقصلة بالوظيفة وهمومها ...
إذا لم ينتبه ويتدارك الأمر ويعلن التوبة ويعود إلى قلمه ..
أيضاً قلم الرجل اللاهث خلف الوظيفة أو الأعمال التجارية ... قلم منهك ...
يسير إلى المقصلة ولاشك ....أما إن دخل إلى عالم الأسهم والتجارة
فقد أركب قلمه على فرس وأسرع به إلى الموت ..!! وكانه يقول أنا أو الأسهــم ..!!!
قلم المرأة يصعد إلى المقصلة بالزواج ....
وكثير من ذوات الأقلام المميزة لف الزواج على أقلامهن الكفن ..
قالت قريبة لي وقد عرفت بكونها شاعرة أنها طلقت الشعر قبل أن يطلقها زوجها بسببه ...!!!
فقد أزعجته - كما تقول - بما تكتب ولم يعجبه شئ ...
كتبت بالفصحى ...
وبالعامية...
جربت حتى لغة (أكلوني البراغيث ) . ..
والنتيجة واحدة لا قبول ولا تشجيع ...
قلم المرأة مع رجل ذواقٍ .... يتألق ...
ومع عديم الإحساس ليس له طريق غير المقصلة ...!!!
هل جربت أقلامكم السير في هذا الطريق ..
أو صعدت ذات يوم على المنصة ...
وبدأت تردد الشهادة استعداداً للموت ؟؟
أم أن أقلامكم مترفة ... منعمة ..تعودت العيش في الترف .
.بجوف ممتلئ با لحبر ..
وفراش وثير من الأوراق ..!!!
*
*
*
كأني بكم تقولون ظننـا أن هناك شيئاً هاماً على هذا التفكير
لا تفكـر نرجوك ..
ولكن أقول ( كل يفكر على مقاسه ) والشكوى لله ..!!
فتحملونــي ..
..................
منقووووووووووول