الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
أيها الأحبة في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوان في الله أنواع وطبقات , منهم من يملك الكثير من صفات الكمال
والأصول , وأداء الواجبات والحقوق الأخوية , فيجبرك على حبه والتضحية من
أجله بالغالي والنفيس , ومنهم من يملك شيئاً من هذه الصفات , فيكون حبك له
بمقدار هذا الشيئ , ومنهم من يملك القليل من هذه الصفات ويفرط في الأكثر ,
فيكون حبك له وتقربك منه بمقدار هذه القلة من هذه الصفات . . . وهكذا تتعدد
درجات ارتباطك بإخوانك على حسب ما يملكون وما يطبقون من صفات وحقوق
تجاهك , والحديث عن أخلاق الأخوة يتشعب ويطول , إلا أنّ من أبرز هذه
الأخلاق هي الثقة وحسن الظن والتي ينتج عنها رفع التكلف والحرج - في حدود
ما أمر الله تعالى - بسبب هذه الثقة وحسن الظن , فيقول ما شاء دون حرج
التأويل والظن السيئ , وعكس هذه الصفة ذلك الأخ الحساس الذي يحاسبك على
كلمة وفعل مما يؤدي إلى تضايقك من اللقاء به , أو الحديث معه لكثرة الحرج
الذي تعانيه عند الاحتكاك به . . .
هذه الإحساس ينقله لنا جعفر بن محمد حيث يقول :
( أثقل إخواني عليّ من يتكلف لي , وأتحفظ منه , وأخفهم على قلبي من أكون
معه كما أكون وحدي ) "مختصر منهاج القاصدين 100 . "
فانظر إلى نفسك , فلعلك تكون من هذا الصنف , لكي تعرف سبب نفور الكثير
من إخوانك منك دون إدراك العلة التي تكون أنت أحد أسبابها .
ووفق الله الجميع
( ملاحظة : أخترت لكم هذه الكلمات من كتاب وقفات تربوية )