السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ISLAMIC SERVICE
أحسنَ الله إليكَ أخي الحبيب على هذا الموضوع الرائع حقاً
فالصبر صفةٌ مهمة في المؤمن تميزه عن غيره من الناس , وللصبر آداب يجب
علينا أن نتحلى بها ولعلي أذكر منها شيئاُ يسيراً :
من آداب الصبر استعماله في أول صدمة، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم:
" إنما الصبر عند الصدمة الأولى " حديث صحيح .
ومن الآداب الاسترجاع عند المصيبة، لحديث أم سلمة رضى الله عنها وهو من
رواية مسلم.
ومن الآداب سكون الجوارح واللسان، فأما البكاء فجائز.
قال بعض الحكماء: الجزع لا يرد الفائت، ولكن يسر الشامت.
ومن حسن الصبر أن لا يظهر أثر المصيبة على المصاب، كما فعلت أم سليم
امرأة أبى طلحة لما مات ابنها، وحديثها مشهور في صحيح "مسلم".
وقال ثابت البنانى: مات عبد الله بن مطرف، فخرج مطرف على قومه في ثياب
حسنة وقد ادهن، فغضبوا، وقالوا: يموت عبد الله، ثم تخرج في ثياب من هذه
مدهنا؟! قال: أفأستكين لها، وعدني ربى تبارك وتعالى ثلاث خصال، كل خصلة
منها أحب إلى من الدنيا وما فيها.
قال الله تعالى: {الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون. أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون } [البقرة: 156و 157] .
وقال مطرف: ما شىء أعطى به في الآخرة قدر كوز من ماء، إلا وددت أنه أخذ
منى في الدنيا.
وكان صلة بن شيم في مغزىً له ومعه ابنه، فقال: أي بنى! تقدم فقاتل حتى
أحتسبك، فحمل فقاتل حتى قتل، ثم تقدم فقتل، فاجتمع النساء عند أمه معاذة
العدوية، فقالت: مرحباً إن كنتن جئتن تهنئننى، وإن كنتن جئتن لغير ذلك
فارجعن .
وإذا كانت المصيبة مما يمكن كتمانها، فكتمانها من نعم الله عز وجل الخفية.
وروى أبو هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:
" إذا مرض العبد بعث الله إليه ملكين، فيقول: انظروا ما يقوله لعواده، فإن هو حمد الله تعالى إذا دخلوا عليه، رفعا ذلك إلى الله تعالى وهو أعلم. فيقول: لعبدي إن أنا توفيته أن ادخله الجنة، وإن أنا شفيته أن أبدله لحماً خيراً من لحمه، ودماً خيراً من دمه، وأن أكفر عنه خطاياه " ((أخرجه مالك في " الموطأ
" 2/940: باب ما جاء في أجر المريض من حديث زيد بن أسلم عن عطاء بن
يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ... ورجاله ثقات إلا أنه مرسل،
ووصله ابن عبد البر من طريق عباد بن كثير عن زيد عن عطاء عن أبى سعيد
الخدري ، وعباد بن كثير ليس بالقوى ))
وقال على رضى الله عنه: من إجلال الله ومعرفة حقه أن لا تشكو وجعك، ولا
تذكر مصيبتك.
وقال الأحنف: لقد ذهبت عيني منذ أربعين سنة، ما ذكرتها لأحد.
وقال رجل للإمام أحمد: كيف تجدك يا أبا عبد الله؟ قال: بخير في عافية. فقال
له: حممت البارحة؟ قال: إذا قلت لك: أنا في عافية فحسبك، لا تخرجني إلى ما أكره.
وقال شقيق البلخى: من شكي مصيبة به إلى غير الله، لم يجد في قلبه لطاعة الله حلاوة أبداً.
وقال بعض الحكماء: من كنوز البر كتمان المصائب، وقد كانوا يفرحون
بالمصائب نظراً إلى ثوابها، وحكاياتهم مشهورة في ذلك.
منها : ما روى أن عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز لما مات دفنه عمر، وسوى
عليه ثم استوى قائماً، فأحاط به الناس، فقال: رحمك الله بابني! قد كنت براً
بأبيك، والله ما زلت منذ وهبك الله لى مسروراً بك، ولا والله ما كنت قط أشد
بك سروراً، ولا أرجى بحظي من الله تعالى فيك منذ وضعتك في هذا المنزل الذي صيرك الله إليه.
فإن قيل: إن كان المراد من الصبر عدم كراهية المصائب، فلا قدرة للآدمي على
ذلك، وإن كان الفرح بوجودها كما حكيتم، فهو أبعد.
والجواب: أن الصبر لا يكون إلا عن محبوب أو على مكروه، ولا ينهى عما لا
يدخل تحت الكسب، وهو انزعاج الباطن، وإنما ينهى عن المكتسب، كشق
الجيوب، ولطم الخدود، والقول باللسان، فأما ما ذكرنا من فرح بعضهم، فذلك
فرح شرح لا طبعي، إذ الطبع لابد له من كراهة المصائب.
ومثال هذا رجل مريض له شربة لمرضه، فسعى في طلب حوائجها، وأنفق عليها
مالاً، فلما تمت، فرح بتمامها وتناولها لما يرجو لها من العافية، فأما طبعه، فما
زالت عنه كراهة التناول أصلاً. ولو أن ملكاً قال لرجل فقير: كلما ضربتك بهذا
العود اللطيف ضربة أعطيتك ألف دينار، لأحب كثرة الضرب، لا لأنه لا يؤلم،
ولكن لما يرجوا من عاقبة، وإن أنكاه الضرب، فكذلك السلف تلمحوا الثواب، فهان عليهم البلاء .
وأرجو المعذرة على هذه الإطالة فموضوعك جد مهم
وهذا ما أستطعت أن أضيفه من أحد المواقع
ووفقك الله أخي الحبيب وسددَ خطاك