افرجت قوات الاحتلال الجمعة عن مئات من الاسرى العراقيين من سجن ابو غريب، فيما نشرت صحيفة "واشنطن بوست" صورا جديدة من ضمن مجموعة كبيرة من الصور واشرطة الفيديو التي حصلت عليها وتظهر عمليات تعذيب الجنود الاميركيين للاسرى في هذا السجن.
وقال شهود ان ست حافلات تقل اسرى عراقيين افرج عنهم غادرت صباح اليوم الجمعة، سجن ابو غريب في ضاحية بغداد والذي شهد صنوفا من عمليات التعذيب التي مارسها الجنود الاميركيون ضد نزلائه.
واوضحت مصادر اميركية ان هؤلاء افرج عنهم في اطار عملية لاطلاق سراح اكثر من 450 اسيرا.
وجاءت عملية الافراج غداة نشر صحيفة "واشنطن بوست" اليوم الجمعة، صورا جديدة لم تنشر من قبل وتظهر اشكالا من التعذيب الذي مورس ضد الاسرى في ابو غريب.
وقالت الصحيفة انها حصلت على مجموعة جديدة تضم مئات الصور وشرائط فيديو رقمية قصيرة لم تكن نشرت من قبل لجنود اميركيين يسيئون معاملة الاسرى.
وأضافت ان الصور وشرائط الفيديو الجديدة تتجاوز الصور التي نشرتها من قبل أجهزة الاعلام وتعرض مجموعة متنوعة من أساليب التعذيب وجنودا امريكيين سعداء على مايبدو باساءة معاملة السجناء في السجن الذي تديره الولايات المتحدة قرب بغداد.
وقدمت الصور وشرائط الفيديو من أبو غريب إلى محققي الجيش في كانون الثاني/يناير.
وبدأت هذه الصور تظهر علنا في الشهر الماضي ملحقة ضررا بالغا بسمعة الولايات المتحدة في العالم العربي.
وقالت الصحيفة ان لقطات فيديو أظهرت خمسة سجناء عرايا ورؤوسهم مغطاة باكياس يقفون أمام جدار في الظلام ويقومون بالاستمناء في الوقت الذي انحنى فيه معتقلان اخران عند أقدامهم.
وأضافت ان جزءا آخر من الفيديو أظهر سجينا مقيد اليدين بالجزء الخارجي من باب زنزانة وقد حشرت رأسه بين القضبان .
وأظهر أحد المشاهد على موقع الصحيفة على الانترنت جنديا ممسكا بهراوة وأمامه معتقل عار غطي جسمه بمادة بنية اللون واقفا في رواق مادا ذراعيه وكاحلاه مكبلين.
وأضافت ان صورة أخرى أظهرت سجينا يرتدى حلة برتقالية اللون وهو يتراجع خائفا أمام كلب ينبح.
وفي وصف لبعض الصور قال المقال "رجال في ملابس فضفاضة ورؤوسهم مغطاة مقيدين في أسيجة رواق . وسجين في أغلال مرنة يؤمر باستخدام موزة وكأنه يمارس الجنس من الدبر. ومعتقلان عاريان مقيدين بالاغلال معا. ومعتقل عار متدل رأسا على عقب ."
وقالت الصحيفة ان الصور الجديدة لم تلق الضوء على من الذي وجه هذه الانتهاكات التي تجري عدة تحقيقات بشأنها.
ولكنها أضافت انه في احدى الصور يظهر جنديا وهو يضم قبضة يده استعدادا لتوجيه لكمة أثناء امساكه بمعتقل غطيت رأسه وسط كومة من المعتقلين. وشوهد هذا الجندي وهو يجثو فوق كومة المعتقلين وقد علت وجهة ابتسامة.
وقالت الصحيفة ان الجنود الاميركيين صوروا انفسهم ايضا وهو يمارسون الجنس معا.
وابلغ لورانس دي ريتا المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية واشنطن بوست ان هذه الصور تبدو مشابهة للصور التي عرضتها الوزارة على اعضاء الكونغرس وان دونالد رامسفيلد وزير الدفاع حذر من انها قد تنشر.
ولم يتسن الاتصال بالمتحدث باسم الوزراة للتعليق.
ورأي أعضاء الكونغرس أكثر من 1600 صورة من التحقيقات التي تجري بشأن اساءة معاملة السجناء في أبو غريب.
وقالت واشنطن بوست ايضا انها حصلت على 13 بيانا سريا سابقا أدلى بها معتقلون بعد اداء القسم في السجن تروي بشكل أكبر الانتهاكات بالتفصيل.
وأضافت ان كثيرين من المعتقلين وصفوا كيف تعرضوا لاذلال جنسي وتم تهديدهم بالاغتصاب واجبارهم على الاستمناء أمام مجندات.
تحقيق بوفاة اسرى أثناء استجوابهم
في غضون ذلك، اعلنت وكالة المخابرات المركزية الأميركية "سي أي ايه" انها تحقق في ثلاث حالات وفاة لمعتقلين خلال عملية استجوابهم في العراق وأفغانستان.
وفي واحدة من الحالات الثلاث، أظهرت صورتان تم نشرهما الأربعاء أن جنودا أميركيين يظهرون بعض إشارات الرضا والسعادة فوق جثة أحد الأشخاص.
ويظهر المجند تشارلز غرانر من الوحدة 372 من الشرطة العسكرية الأميركية، وهو يبتسم ويرفع بإصبعه للأعلى في واحدة من الصور، فيما تظهر المجندة سابرينا هارمون من النفس الوحدة في وضعية مشابهة.
ويواجه الجنديان اللذان يظهران في الصور المشار إليها اتهامات تماثل الاتهامات المرتبطة بفضيحة العذيب في سجن أبو غريب.
وقد عرّف المسؤولون الأميركيون الجثة التي تظهر في الصورة وقد غطيت بالثلج، بأنها تعود إلى مندل الجمادي.
وقالت مصادر أميركية إن المعتقل القتيل عانى من جروح في رأسه خلال عملية اعتقاله من قبل عناصر من البحرية الأمريكية، وتوفي لاحقا بعد استجوابه من قبل وكالة المخابرات المركزية.
وأوضح مسؤولون أميركيون أن كلا من وزير الدفاع دونالد رامسفيلد، والمفتش العام في وكالة المخابرات يحققان فيما إذا كان هناك تصرف خاطئ في القضية، ومن هو المتسبب في ذلك.
كما يحقق المفتش العام في المخابرات الأميركية في قضيتين أخريين.
وكشفت مصادر مطلعة أن التحقيق يجري في إحدى هاتين القضيتين حول تورط أحد عناصر التحقيق من المتعاقدين المستقلين لصالح المخابرات الأميريكية في وفاة معتقل في أفغانستان خلال استجوابه.
في حين تدور الحالة الثانية حول تورط البعض في وفاة عسكري عراقي كبير برتبة فريق أول بعد أيام من اعتقاله غرب العراق واستجوابه من قبل عناصر المخابرات الأميركية.
وأتى الكشف عن الصور الجديدة متزامنا مع الأنباء التي نقلتها وكالة رويترز حول عودة قائدي وحدة 372 من الشرطة العسكرية الأميركية إلى موقعيهما على الرغم من تقرير يدعو إلى فصلهما وفقا لما ذكره زميل لهما بالحرس الوطني الخميس.
وأوصى تقرير عسكري منشور الآن على نطاق واسع حول فضيحة سجن أبو غريب بإعفاء النقيب دونالد ريس والرقيب أول براين ليبنسكي من القيادة لفشلهما في الإشراف على جنودهما بالطريقة الصحيحة.
غير أن الرقيب أول بول جورج، الذي يقوم بنفس عمل ليبنسكي في وحدة مختلفة عملت أيضا في سجن أبو غريب، قال إنه تلقى رسالة بالبريد الإلكتروني من ليبنسكي يقول فيها إن الرجلين عادا لقيادة سريتهما للشرطة العسكرية رقم 372 في العراق (مصادر متعددة)
-------------
ملاحظة: تم حذف الصور وذلك مراعاة لحرمات المسلمين والمسلمات