حديث العامة أن فلاناً فيه أخطاء،
وأن فلاناً الآخر فيه تقصير، والثالث فيه غفلة، والرابع لا يسلم من العيب الفلاني،
وهكذا أقاموا أنفسهم لتقييم الآخرين وجرحهم ولمزهم.
فيا سبحان الله!
نسينا أنفسنا، نسينا عيوبنا وتقصيرنا وغفلتنا وكثرة أخطائنا،
ولو أعمل عاقل فكره في الجالسين أنفسهم لوجد فيهم بذاءةً في اللسان وسوءاً في المعاملة والأخلاق،
فهو إن حدث كذب، أو وعد أخلف، أو باع واشترى فغش وخداع، وإن جاء للصلاة نقرها نقر غراب، مقصر في الفرائض، مهمل للنوافل، في وظيفته تأخر وهروب، وإهمال واحتيال، وفي بيته وسائل الفساد وضياع للأولاد وقطيعة للأرحام، كل هذه النقائص وهذه المصائب، عميت عليه فنسيها في نفسه وذكرها في إخوانه،
فلم يسلم منه حتى ولا الصالحين المخلصين.
فيا أيها الأخ! والله إني عليك لمشفق ولك محب، فأمسك عليك لسانك، وكف عن أعراض الناس [ وإذا أردت أن تذكر عيوب صاحبك فاذكر عيوبك ] كما قال ابن عباس .
وقال أبو هريرة : [ يبصر أحدكم القذى في عين أخيه، وينسى الجذع في عينه ].
وقال عون بن عبد الله : [ ما أحسب أحداً تفرغ لعيوب الناس إلا من غفلة غفلها عن نفسه ].
وقال بكر بن عبد الله المزني : [ إذا رأيتم الرجل مولعاً بعيوب الناس ناسياً لعيبه؛ فاعلموا أنه قد مكر به ].
إذا رمت أن تحيا سليما من الأذى ودينك موفور وعرضك صيّن
فلا ينطقن منك اللسان بسوءة فكلك سوآت وللناس ألسن
وعينك إن أبدت إليك معائباً فدعها وقل: يا عين للناس أعين
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى ودافع ولكن بالتي هي أحسن