<div align="center">بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
هذه مسألة يكثر السؤال عنها ،، ولا سيما في قيام ليالي رمضان .. حيث الإضاءة .. ووجود المشغلات من الزخارف ونحوها في البناية والسجاد وغيرها ..
وهي من كتاب : 30 سببا للخشوع في الصلاة ، للشيخ محمد المنجد حفظه الله ..
مسألة :
وهنا سؤال يدور في أذهان بعض المصلين وهو :
ما حكم إغماض العينين في الصلاة خصوصا ، وأن المرء قد يحس بمزيد من الخشوع إذا فعل ذلك ؟
والجواب :
أن ذلك مخالف للسنة الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم _ كما تقدّم قبل قليل _ ثم إن الإغماض يفوّت سنة النظر إلى موضع السجود ، وإلى الأصبع . ولكن هناك شيء من التفصيل في المسألة ، فلنفسح المكان للعلامة أبي عبد الله ابن القيم يبين الأمر، ويجلّيه ، قال رحمه الله تعالى : ' ولم يكن من هديه صلى الله عليه وسلم تغميض عينيه في الصلاة ، وقد تقدّم أنه كان في التشهد يومئ ببصره إلى أصبعه في الدعاء ولا يُجاوز بصره إشارته .
وقد يدلّ على ذلك مدّ يده في صلاة الكسوف ؛ ليتناول العنقود لما رأى الجنة ، وكذلك رؤيته النار ، وصاحبة الهرة فيها ، وصاحب المحجن ، وكذلك حديث مدافعته للبهيمة التي أرادت أن تمرّ بين يديه ، وردّه الغلام والجارية ، وحجزه بين الجاريتين ، وكذلك أحاديث ردّ السلام بالإشارة على من سلّم عليه ، وهو في الصلاة ، فإنه إنما كان يشير إلى من يراه ، وكذلك حديث تعرّض الشيطان له ؛ فأخذه ، فخنقه ، وكان ذلك رؤية عين . فهذه الأحاديث ، وغيرها : يُستفاد من مجموعها العلم بأنه لم يكن يغمض عينيه في الصلاة .
وقد اختلف الفقهاء في كراهته ، فكرهه الإمام أحمد ، وغيره وقالوا : هو فعل اليهود ، وأباحه جماعة ولم يكرهوه ...
والصواب أن يُقال : إن كان تفتيح العين لا يُخلّ بالخشوع ، فهو أفضل . وإن كان يحول بينه ، وبين الخشوع لما في قبلته من الزخرفة ، والتزويق ، أو غيره مما يشوّش عليه قلبه ؛ فهنالك لا يُكره التغميض قطعا ، والقول باستحبابه في هذا الحال أقرب إلى أصول الشرع ومقاصده من القول بالكراهة ، والله أعلم ' زاد المعاد 1/293 ط. دار الرسالة .
وبهذا يتبين أن السنة عدم الإغماض إلا إذا دعت الحاجة لتلافي أمر يضرّ بالخشوع . </div>