شاهدت كما شاهد غيري , ما بثه أحد المواقع , من مشاهد ما تسمى بـ ( غزوة بدر الرياض ) وقد لفت انتباهي ما يستدل به هؤلاء الشباب من الآيات والأحاديث , لتبرير , وشرعية أعمالهم
وأعتقد أن ما يقوم به هؤلاء الشباب , ليس القصد منه إخراج الكفار من جزيرة العرب , ولا إقامة شعيرة الجهاد , ولا محاربة أمريكا وأعوانها , ولا .. ولا .. ولا ... وإن كان هذا هو ما ينادون به ...
هم يؤدون رسالة ويخدمون مصالح لغيرهم من حيث لا يشعرون .
والله إنهم لا يعلمون عن ذلك , وهم بعدهم شباب لم ترسخ في العلم أقدامهم , يأخذون من العلم والقرآن ما يوافق مآربهم , ويتركون ما يخالف أهواءهم , وهذا هو ما يفسد دين الناس , ( أعني أنصاف المتعلمين ) كالطبيب الذي ليس عنده من الطب إلا اليسير , وفتح له مستشفى لعلاج جميع الأمراض , هل نظن منه الفلاح ؟
لذلك تجد من الناس من يدافع عنهم , ويظن أنهم مجاهدون , لما يسمع منهم من الغيرة والحماس للدين , والاستدلال بالآيات والأحاديث كما يوافق أهواءهم , وهل يكفي ذلك ( أعني الغيرة والحماس ) ؟ لكان الرافضة والصوفية والمعتزلة وجميع أهل البدع لهم قصب السبق في ذلك , فما أضلهم إلا الغيرة والحماس للدين الغير منضبط لا بالكتاب ولا بالسنة , ولا هدي السلف .
وعلى فرض شرعية ما يقومون به فبالنظر إلى نتائج أعمالهم وعواقبها , نرى أن ما حصل من المفاسد والبلايا على المسلمين , يعتبر من أشد المنكرات وأعظمها وأسوأها ... ولا داعي لذكر شئ من البلايا , فقد رددت كثيراً والكل يعلمها , فهنا نتبين القاعدة التي ذكرها العلماء وهي , أنه إذا ترتب على إنكار المنكر منكراً أعظم منه , فلا إنكار .
وعلى كل حال نسأل الله أن يلطف بنا , وأن يهدي ضالنا .
وأخشى ما نخشى , هو ذلك الوقت , حين يرحل العلماء , ولا يبقى الا ألانصاف , حينها , إن لم يتداركنا الله برحمته , تكون البلايا .
كتبه : أبو عبدالملك .
منقول ،،،،