بسم الله الرحمن الرحيم ..
كثيرا مانسمع عن الثقافة الجنسية وعن أهميتها فباتت كرة تتقاذفها الفضائيات فمن
اجراء للحوارات واللقاءات والندوات الى أشبه ما يكون بالتنافس لمزيد من الجرأة
والتجاوزات فأصبحت هذه البرامج مع الأسف تحظى بجذب الكثير الا من رحم الله فتطرح
المناقشات فيغتال الحياء .. وأصبح الناس بين مؤيد ومعارض .. فمن يؤيد تكون نظرته الى
الثقافة الجنسية انها تشكل اهمية كبيرة في حياة الزوجين واستمراريتها فما ان يتزوج الرجل
الا وتنهال عليه النصائح والدروس الخصوصية حول ما يتعلق بالليلة الاولى او ما يسمى
بليلة العمر .. وكذلك المراة طبعا الى جانب المواقع الاباحية والتى بات من السهل اختراقها
وفكها من أسر الحجب .. فأصبحت ليلة الزفاف أشبه ماتكون بالمعركة هذا يتعلم من
المهارات ليثبت فحولته وتلك تطبق ما تعلمته لتثبت انوثتها ... وبعد الزواج تصبح الحياة
الزوجية مرتكزة على هذه الدعامة ( الهشة ) واسمحوا لي قد أكون مبالغة بعض الشئ
لكنها الحقيقة للأسف .. وأما من يعارض فهو على النقيض تماما لانه يعتبر ان هذا فيه تجاوز
للأدب والحياء ويكابر ويغالط نفسه فما ان يرى زوجته خرجت عن المعتاد الا وينكر عليها
مع انه يحب ويرغب ولكنه يعتقد ان في ذلك خدشا لهيبته ورجولته فيكون الجفاف العاطفي
والجمود ولأن زوجته تطبعت بطبعه نجده بعد فترة لم يعد قادرا على المكابرة خاصة وأن في
داخله مايشبه البركان من الرغبات ومختلف التعابير والحركات فتكون النتيجة عيبا توصم به
الزوجة المسكينة وصفات توصف بها من (برود – وجمود ) وغيرها من الصفات فينطلق
ان كان ممن يخاف الله الى تلبية تلك الرغبات المكبوتة بالزواج الشرعي ويبحث عن تلك
الزوجة التى يريد ان تكون معه كأجمل العشيقات وان كان والعياذ بالله لا تردعه مراقبة
جبار الارض والسموات فانه يلجأ الى الفضائيات ويفك منها الشفرات فيخلوبنفسه ويروي
من الحرام نهمه – ولا يفوتني أن أشير الى الجانب المؤيد الذي أيضا يعتري حياته الملل
ويسعى الى التجد يد فيعيش حياة قلق واضطراب ..
أحبتي في الله انني تناولت مثل هذه الفئة من الناس طبعا ليس تعميما مني وانما امثله للبعض
وهنا اتسائل ماالحل ؟؟ ومؤكد انكم تتسائلون معي خاصة ونحن في كل يوم نسمع عن
الخيانات الزوجية والعلاقات المحرمة الا من رحم الله ونسمع ونشاهد العديد من حالات
الطلاق والشكاوى ... وانحراف الكثير من شبابنا وفتياتنا الا من رحم الله ..أحبتي اسمحوا
لي أن أقولها لكم وبكل صراحة نحن لسنا بحاجة الى الثقافة الجنسية بقدر حاجتنا الى الثقافة
الأسرية وهذا يقودني الى سؤال اخر وهو موجه هذه المرة الى من ينادون بحقوق المرأة
والدفاع المزعوم عنها أليس من حقها أن تخصص لها مادة دراسية أو لا منهجية عن الثقافة
الأسرية في مراحلها التعليمية ؟؟ لما تكثر النداءات والمطالبات بخروج المراة للعمل المختلط
وتدريس مادة الرياضة البدنية ولاتكون هناك نداءات بما يكفل لها استقرارها مع زوجها بحب
ومودة ؟
يوم ان يكون هناك اهتماما بتعليم اللغة الانجليزية والحاسوب على سبيل المثال لماذا يهمش
تخصيص مادة الثقافة الاسرية في ظل شريعتنا المطهرة ؟؟ وأين أهل الاختصاص والمربين
عن ذلك ؟؟ لو أننا تناولنا سيرة نبينا عليه السلام وحياته مع زوجاته امهات المؤمنين
رضوان الله عليهن لما احتجنا الى نعيق من ينادي بتلك الثقافة .. فان ديننا السمح فيه
الكفاية فكتاب ربنا جل وعلا فيه المنهج الكامل والشامل قال جل وعلا ( هن لباس لكم وانتم
لباس لهن ) وقال جل وعلا نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم انى شئتم ) الفاظ غاية الروعة
والادب تلامس شغاف القلوب .. لماذا غفلنا عن المودة والرحمة بين الزوجين وكيف تناولتها
سيرة نبينا عليه السلام يتجلى ذلك في زواجه من ام المؤمنين سودة رضي الله عنها وهي
العجوز ذات العيال لماذا نغفل عن سيرة نبينا يوم ان كان يضع راسه في حجر ام المؤمنين
عائشه رضي الله عنها بأبي هو وامي ؟؟ بل لماذا تغفل الام ويغفل الاب عن تعليم الابناء
الحياة الاسرية وفنون التعامل بين الزوجين ومافيها من سعادة في اطار اسلامي بدل ان
يذهب كلا منهم للبحث عن مصادر قذره وكأن العلاقة الزوجية ماهي الا علاقة بهيمية قائمة
فقط على الغريزة واشباعها ... ان ديننا دين الاعتدال والوسطية فلم يهمل الناحية الجنسية
فهذا عمر ابن الخطاب رضي الله عنه لم يكن يجعل المجاهد يتغيب عن زوجه اكثر من اربعة
اشهر وديننا دين الحب فلسنا بحاجة ان نتعلمه من مستنقعات الغرب .. وندائي اوجهه الى
كل ام فأقول اخرجي قليلا عن حيائك وتجرئي مع ابنتك علميها ان قلب الزوج لم يعد في
معدته وانما في حلو اللسان وما ينطق به من عبارات حب يفيض بها الوجدان .. علميها
كيف تتفنن في ارضاء زوجها وتتفاعل بمشاعرها معه فلا يحتاج ان يرى تلك الساقطة ولا
تهزه تلك الفاتنة ..علميها كيف تتزين وتلبس اجمل الملابس وتزين غرفة النوم
فتكون جنة بازكى العطور تتعطر .. علميها كيف تحافظ على دينها وعبادتها وبه تعتز
وتتبختر فوالله لن تفوز بقلب زوجها الا بكثرة الطاعات والدعوات لرب الارض والسموات ..
أما انت أيها الاب فعلم ابنك كيف يحب زوجته علمه انه عندما يقول لها (أحبك ) يقولها الاف
المرات وتبض بها قلبه والا يظن ان ذاك خدش لرجولته او كبريائه .. علمه انه يوم ان يضع
فمه ليأكل من نفس موضع زوجته ليس ذاك تجاوزا للادب بل تاسيا بمن
كان خلقه القران عليه الصلاة والسلام .. علمه حديث نبينا عليه الصلاة والسلام الذي قال
( لايقعن احدكم على امراته كما تقع البهيمة وليكن بينهما رسول قيل وما الرسول يارسول الله
قال القبلة والكلام ) علمه يوم ان يغض بصره عن الحرام فان الله يرزقه البركة والسعادة
وصلاح زوجته . وان من يزني يزنى به ولو بحيطان جداره ... أما انتم يا أهل العلم
والاختصاص الافاضل والمسؤلين حاولوا جاهدين للم شمل الاسر وحمايتها من التفكك
بتخصيص الدورات التاهيلية للناشئين والفتيات في سن المراهقه والمقبلين على الزواج
والمتزوجين قدموا لهم ما عندكم من علم وخبرات ومشورات ولا تتركوهم يتخبطون
ويتيهون ... ختاما احبتي اقبلوا اعتذاري على الفاظ تجرات في كتابتها ومقال تجرات على
تسطيره ليس عن قلة حياء مني او سوء ادب معاذ الله وانما رايت من بركان الغيرة بداخلي
على اخوة واخوات لي ما دفعني للكتابة في هذا الموضوع ..... ولا تتركوني من صالح
دعائكم وجميل تعقيباتكم ودمتم \\\ اختكم سميرة أمين