بسم الله الرحمن الرحيم
سنبدأ بسيرة قائد المقاومة ....... شهيد الفجر ............ شيخ الشهداء .........
الشيخ احمد ياسين ( رحمه الله)
نشأته وحياته :ولد الشيخ احمد ياسين عام 1936م في قرية فلسطينية تاريخية عريقة تسمى (( جورة _ عسقلان
وتوفي والده وعمره لم يتجاوز الخمس سنوات , فعاش مع والدته وإخوانه حتى حلت النكبة الكبرى الأولى عام 1948م , وكان يبلغ من العمر آنذاك 12عاما , وخرج منها بدرس اثر في حياته الفكرية والسياسية فيما بعد , وهو أن على أبناء فلسطين الاعتماد على أنفسهم في الكفاح , لتحرير وطنهم بدلا من الاعتماد على الدول العربية أو المجتمع الدولي .
التحق احمد ياسين بمدرسة الجورة الابتدائية , وواصل الدراسة فيها حتى الصف الخامس , لكن نكبة عام 1948م , التي حلت بفلسطين وشردت أهلها لم تستثن هذا الطفل الصغير فقد اجبرته على الهجرة بصحبة أهله إلى غزة واستقرت الأسرة مخيم الشاطىء قرابة ربع قرن من الزمان . وهناك تغيرت الأحوال وعانت الأسرة شأنها شأن معظم المهاجرين آنذاك مرارة الفقر و الجوع والحرمان فكان يذهب إلى معسكرات الجيش المصري مع بعض أقرانه , لجمع ما يزيد على حاجة الجنود , ليطعموا به أهليهم وذويهم . وترك الشيخ احمد ياسين الدراسة لمدة عام (1949_1950) ليعين أسرته المكونة من سبعة أفراد عن طريق العمل في احد مطاعم الفول في غزة ثم تابع الدراسة مرة أخرى .واصل احمد دراسته في مدارس غزة ... وفي السادسة عشرة من عمره تعرض لحادثة خطيرة أثرت في حياته كلها منذ ذلك الوقت , وحتى استشهاده رحمه الله .ففي عام 1952م سقط على رأسه في أثناء نشاط وتدريب مع بعض أقرانه فاختلت فقرات عنقه , وانحرفت عن موضعها مما سبب له شللا جزئيا تطور فيما بعد وانتشر في الجسم كله وأتضح بعدها انه سيعيش بقية عمره رهين الشلل الذي أصيب به في تلك الفترة . وكان يعاني إضافة إلى الشلل التام من أمراض عديدة منها : فقدان البصر في العين اليمنى بعدما أصيبت بضربه في أثناء جولة تحقيق على يد المخابرات الإسرائيلية خلال فترة سجنه وضعف شديد في قدرة العين اليسرى والالتهاب مزمن بالإذن وحساسية في الرئتين والتهابات معوية وبعض الأمراض الأخرى .أنهى احمد ياسين دراسته الثانوية في العام الدراسي 1957 | 1958م ولم يتمكن من مواصلة تعليمه الجامعي لظروف مادية صعبة فعمل مدرسا للغة العربية و التربية الإسلامية , ثم عمل خطيبا محدثا في مساجد غزة , وكان ينفق معظم راتبه على أسرته الفقيرة . ولتعويض عدم الدراسة الجامعية , ثقف نفسه بالإكثار من الإطلاع على علوم مختلفة دينية ولغوية وأدبية وغيرها . ثم انتقل الشيخ بعد تقاعده من الوظيفة إلى جنوبي غزة , وسكن بيتا متواضعا بأثاث بسيط بعيد عن زخارف الدنيا وزينتها وعاش بدريهمات يحصل عليها من راتبه التقاعدي .
الداعية المربي :
الشيخ احمد ياسين مؤمن صادق , التحق منذ صغره بالحركة الإسلامية في قطاع غزة واعتنق أفكار جماعة الأخوان المسلمين فكان من فتيانها النشطاء .
وعمل الشيخ احمد مدرسا , وحاز على إعجاب زملائه , واحترم تلاميذه وذلك لأنه كان جادا متعاونا .
وكان يقضي الحصة مع التلاميذ يدرسهم الدين الإسلامي , أو اللغة العربية , وثم يجلس معهم بعد صلاة العصر في مسجد (الحي) يعلمهم الأخلاق الإسلامية والتاريخ الإسلامي والأدب ..... فأعجب به الجميع ...
وكان يخطب في عدد من مساجد غزة , فاستقطب الجمهور وأصبح مسموع الكلمة وموضع احترام من الجميع بسبب الورع والتواضع والإخلاص والتجرد لله في كل أعماله وفي عام 1966م اعتقل مع مجموعة من أصحابه الشباب في عهد الإدارة المصرية ومنع من الخطابة والحديث في المسجد .
وتقدمت الأيام وازداد الناس التفافا حول (الشيخ) الذي أصبح الرمز البارز للحركة الإسلامية في القطاع . وعندما وقعت نكبة 1967م كان احمد الداعية الذي رفع صوته يحث الناس على الثبات في ارض الوطن ويبعث فيهم الأمل ويحرك الحياة وأصبح بعد الاحتلال اشهر خطيب عرفه القطاع
بعد نكبة 1967م تيقنت الحركة الإسلامية وتثبتت من أن الساحة الفلسطينية بحاجة إلى حركة جادة صادقة سليمة الاتجاه والأهداف , فبدأ ياسين ورفاقه يعدون لليوم الذي يخرجون فيه العدو المحتل من وطنهم واخذوا ينشئون المؤسسات التي تساعد على ذلك ومن الأعمال الجليلة التي ساهموا فيها إنشاء الجامعة الإسلامية في غزة .
ومن موافق الشيخ التربوية الكثيرة التي حرص فيها على تحصين مجتمعه انه حين وقع الاختيار على أربع فتيات من جيرانه للمشاركة في الرقصات في أثناء حفل وطني حرض الشيخ أولياء الأمور على رفض المشاركة فأمر مدير التعليم بفصلهن من المدرسة فاتصل الشيخ وأولياء الأمور بمساعد الحاكم العسكري العام وهددوه بأن مخيم الشاطئ على موعد غدا مع مظاهرة كبرى احتجاجا على هذا التصرف وعلم الحاكم الإداري بالموضوع فعنف مدير التعليم وأمر بإعادة البنات فورا إلى مدارسهن ولم يشاركن في الحفل الراقص
هذا الرجل المشلول الذي كان يحرك جماهير الأصحاء والذي كان يحمل إلى المنبر عند خطبة الجمعة حملا والذي كان يجلس في بيته على الحصير ويجاس ضيوفه على نفس الحصير .........
أعطاه الله سبحانه مواهب كثيرة منها : قدرته العالية على العمل الدعوي والخيري ومتابعة مختلف جوانب هذا العمل والقدرة على التضحية و التفاني والانفتاح على الناس وحدة الذكاء وقوة الشخصية والهيبة والشعبية بين الناس ............
دوره في الجهاد من اجل فلسطين :
كان الشيخ مؤسس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يتمتع بموقع روحي وسياسي متميز في صفوف المقاومة مما جعل منه واحدا من أهم رموز النشاط الفلسطيني والعربي والإسلامي خلال القرن الماضي
[]استشهاد الشيخ احمد ياسين
]تعرض الشيخ احمد ياسين لأكثر من محاولة اغتيال إسرائيلية وفي فجر يوم الاثنين الأول من شهر صفر 1425ه الموافق 22اذار 2004م أقدمت طائرات الاحتلال الصهيوني على ارتكاب جريمة باغتيال شيخ المجاهدين احمد ياسين بإطلاق ثلاثة صواريخ باتجاهه ومرافقيه لدى عودتهم من صلاة الفجر من مسجد المجمع القريب من بيته وأصيب أبناء الشيخ بجروح خطيرة وهم (عبد الحميد و عبد الغني ) وتناثرت في مكان الاغتيال الدماء والأشلاء
]من أقوال الشيخ احمد ياسين (( كلمات للتاريخ
[إن الإيمان بالله وبرسالة الإسلام يعني أن تطلب الشهادة ولا تخش الموت))
_((حماس ليست احمد ياسين ... وإنما هي تيار شعبي يتنامى ولن يستطيع احد القضاء عليه .. ومن يفكر في ذلك فهو الخاسر))
_(( لو جاءتني السلطة على طبق من ذهب لركلتها بقدمي ... فنحن في مرحلة جهاد وتحرير وطن وليس في مرحلة سلطة))
************************************************** *
[وكانت أخر كلماته قبل استشهاده ( من يتوكل على الله فهو حسبه ) و( أملي أن يرضى الله عني )
اللهم أمنتا على الشهادة في سبيلك ...........وجعلنا مثل شيخك في الفردوس الأعلى
اللهم أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأمين