السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
¤ô§ô¤*~ ديــــننا حياتنــــــــا ~*¤ô§ô¤*~
الحمد لله الذي علم بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم ، والصلاة والسلام على نبي الأمم ، سيدنا محمد الأجل الأكرم ، وعلى آله وصحبه ، ومن تبعهم بإحسان إلى اليوم الأعظم.
كما ان طبائع الكون تقتضي التطور، فإن طبيعة الانسان تقتضي البحث عن الحقيقة .فالكون بدأ ملتهبا ثم خاويا ثم مأهولا بالشعوب والقبائل، والعقل كذلك بدا محدودا ثم طوره الشعراء والفلاسفة ثم ارسل الله الانبياء والرسل حتى استقر العقل بين ايمانه وحيراته متطلعا الى المزيد من الهدىفجاء الاسلام بالحقيقة المطلقة في الكون والحياة.
وقد صور لنا القران الكريم في قصة ابراهيم عليه السلام أنجح محاولة في التاريخ البشري كله في البحث عن الحقيقة قال تعالى : (وإذ قال ابراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناما آلهة إني اراك وقومك في ضلال مبين ، وكذلك نري ابراهيم ملكوت السموات والارض وليكون من الموقنين ، فلما جن الليل رءا كوكبا قال هذا ربي فلما افل قال لا احب الآفلين، فلما رءا القمر بازغا قال هذا ربي فلما افل قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين،فلما رءا الشمس بازغة قال هذا ربي هذا اكبر فلما افلت قال ياقوم اني بريء مما تشركون .اني وجهت وجهي للذي فطر السموات والارض حنيفا وماانا من المشركين) الانعام 73-79
من هنا يتضح لنا ارسال الله الدين الاسلامي للبشرية دينا عالميا ببعديه الزماني والمكاني ليكون هو الهدى والنظام لحياة البشرية كلها ..
فهو يضع التصور الشامل للحياة ويؤطر قوانينها عبر الفقهاء والعلماء ،كما ويؤثر في الحركة البشريه ويصنع تاريخها بطبيعته .. فالقوانين الاسلامية وان كانت قابلة للتطور والتكيف مع الزمان والمكان الا انها في المقابل ثابتة ومتميزة تمثل سنن الله الخالدة وتدخل في حياتنا البشريه وتؤثر في سعادتها وادخال الوسطية فيها والاعتدال في كل شيء .. ولن نجد لسنة الله تبديلا .. هذه السنة التي تتعمق وتتأصل في حياتنا وفي ايامنا بل حتى في دقائق أمورنا فديننا حياتنا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{ الحلقة الاولى ...
عبارة عن المبادئ والقواعد المنظمة للسلوك الإنساني ، والتي يحددها الوحي لتنظيم حياة الإنسان
على نحو يحقق الغاية من وجوده في هذا العالم على الوجه الأكمل والأتم ويتميز هذا النظام الإسلامي
في الأخلاق بطابعين :.الأول : أنه ذو طابع إلهي، بمعنى أنه مراد الله سبحانه وتعالى .
الثاني : أنه ذو طابع إنساني أي للإنسان مجهود ودخل في تحديد هذا النظام من الناحية العملي .
وهذا النظام هو نظام العمل من أجل الحياة الخيرية ، وهو طراز السلوك وطريقة التعامل مع النفس والله والمجتمع .
ــــــــــــــــــــــــــــ
ولما للأخلاق من أهمية نجدها في جانب العقيدة حيث يربط الله سبحانه وتعالى ورسوله –صلى الله عليه وسلم –
بين الإيمان وحسن الخلق ، ففي الحديث لما سئل الرسول صلى الله عليه وسلم : أي المؤمنين أفضل إيمانا ؟
قال صلى الله عليه وسلم : (أحسنهم أخلاقاً ) ثم إن الإسلام عدّ الإيمان برا، فقال تعالى : ((ليس البر
أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ، ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين
)) وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (البر حسن الخلق ) والبر صفة للعمل الأخلاقي أو هو اسم جامع لأنواع الخير.
وكما نجد الصلة بين الأخلاق والإيمان ، نجدها كذلك بين الأخلاق والعبادة إذ إن العبادة روح أخلاقية في جوهرها
لأنها أداء للواجبات الإلهية. ونجدها في المعاملات –وهي الشق الثاني من الشريعة الإسلامية بصورة أكثر وضوحاً .
ــــــــــــــــــــــــــــــ
الخلق نوعان:.
أ- خلق حسن : وهو الأدب والفضيلة وتنتج عنه أقوال وأفعال جميلة عقلا وشرعاً .
ب- خلق سيئ : وهو سوء الأدب والرذيلة وتنتج عنه أقوال وأفعال قبيحة عقلا وشرعاً .
ولقد جاءت دعوته صلى الله عليه وسلم إلى فضائل الأخلاق سامية زاكية
وحسن الخلق من أكثر الوسائل وأفضلها إيصالاً للمرء للفوز بمحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
والظفر بقربه يوم القيامة حيث يقول : ( إن أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً(
إن الأخلاق في الإسلام لا تقوم على نظريات مذهبية ، ولا مصالح فردية ، ولا عوامل بيئية تتبدل وتتلون تبعا لها ،
وإنما هي فيض من ينبوع الإيمان يشع نورها داخل النفس وخارجها ، فليس الأخلاق فضائل منفصلة ،
وإنما هي حلقات متصلة في سلسلة واحدة ، عقيدته أخلاق ، وشريعته أخلاق يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
(لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا يسرق السارق وهو مؤمن)
وسئل صلى الله عليه وسلم : أ يكذب المؤمن ؟ قال : (لا) ثم تلا قوله تعالى : (إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون )
الإنسان مخلوق مزدوج الطبيعة فهو من طين وروح وهو كذلك مزدوج الاستعداد .
وهو مزود باستعدادات متساوية للخير والشر ، والهدى والضلال ، وإنه قادر على التمييز بين ما هو خير
وما هو شر على وجه الإجمال غالباً.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من خلال العرض السابق يتبين لنا أن الأخلاق تنقسم إلىقسمين :
الأول : الأخلاق الفطرية :
وقد دلت أحاديث كثيرة على أن من الأخلاق ما هو فطري ، يتفاضل به الناس في أصل تكوينهم الفطري
وروي عن حذيفة بن اليمان قال : حدثنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حديثين ، قد رأيت أحدهما
وأنا أنتظر الآخر حدثنا : (إن الأمانة نزلت في جدر قلوب الرجال ، ثم نزل القرآن فعلموا من القرآن وعلموا
من السنة ) في هذا الحديث بيان عن الأمانة في الناس وعما تصير إليه فيهم ،
فقد أبان الرسول صلى الله عليه وسلم حقيقة من حقائق التكوين الخلقي الفطري في الناس ،
وهذه الحقيقة تثبت أن الأصل في الناس أن يكونوا أمناء .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مواقف عملية شاهدة على الأخلاق الفطرية :
أ- هذا أبو بكر رضي الله عنه لم يشرب الخمر قط ، ولما سئل : بم كان يتجنبها في الجاهلية
فقال: كنت أصون عرضي وأحفظ مروءتي ، فإن من شرب الخمر كان مضيعا في عقله ومروءته .
ب- وهذه خديجة رضي الله عنها – حين جاءها رسول الله صلى الله عليه وسلم أول نبوءته وهو يقول:
[زملوني ، زملوني ] قالت : والله لا يخزيك الله أبداً : إنك لتصل الرحم ، وتكسب المعدوم ، وتعيين على نوائب الدهر .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثانياً : الأخلاق المكتسـبة :
فكما أن هناك أخلاق فطرية ، كذلك بإمكان أي إنسان أن يكتسب بعض الفضائل والأخلاق ، وذلك بالتربية المقترنة بالإرادة والقيم،
والناس في ذلك متفاوتون بمدى سبقهم وارتقائهم في سلم الفضائل كما أن كل إنسان عاقل يستطي
بما وهبه الله من استعداد عام أن يتعلم نسبة من العلوم ، والفنون وأن يكتسب مقداراً ما
من أي مهارة عملية من المهارات .
وتفاوت الاستعداد والطبائع لا ينافى وجود استعداد عام صالح لاكتساب مقدار من الصفات الخلقية ،
وفي حدود هذا الاستعداد العام ، وردت التكاليف الشرعية الربانية العامة ، ثم ترتقي من بعده مسؤوليات
الأفراد بحسب ما وهب الله كللا منهم من فطر ، وبحسب ما وهب كلا منهم من استعدادات خاصة .
ووفق هذا الأساس ، وضع الإسلام قواعد التربية على الأخلاق الفاضلة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
أهمية الأخلاق في حياة البشر :
إن أي مجتمع من المجتمعات الإنسانية لا يستطيع أفراده أن يعيشوا متفاهمين سعداء ما لم تربط بينهم روابط متينة من الأخلاق الكريمة .
فمكارم الأخلاق ضرورة اجتماعية لا يستغني عنها مجتمع من المجتمعات ، ومتى فقدت الأخلاق التي هي الوسيط الذي لابد منه لانسجام الإنسان مع أخيه الإنسان ، تفكك أفراد المجتمع ، وتصارعوا ، وتناهبوا مصالحهم ، ثم أدى بهم ذلك إلى الانهيار ثم الدمار .
إن الإسلام يدرك تمام الإدراك ماذا يحدث لو أهملت المبادئ الأخلاقية في المجتمع ،وساد فيه الخيانة
والغش، والكذب والسرقة، وسفك الدماء،والتعدي على الحرمات والحقوق بكل أنواعها، وتلاشت المعاني
الإنسانية في علاقات الناس، فلا محبة ولا مودة، ولا نزاهة ولا تعاون، ولا تراحم ولا إخلاص. إنه بلا شك
سيكون المجتمع جحيما لا يطاق،ولا يمكن للحياة أن تدوم فيه ، لأن الإنسان بطبعه محتاج إلى الغير،
وبطبعه ينزع إلى التسلط والتجبر والأنانية والانتقام .
قال تعالى : ((وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد ))
لذا جاء الإسلام بأسس ومعايير يتحتم علينا السير وفقا لها وهي ليست أسسا ومعايير وضعية ،
وإنما وحي يوحى على هيئة أوامر ونواه ومباحات ومحظورات فمن أطاع الله أثابه ومن عصاه عاقبه .
وتمتاز الأخلاق الإسلامية بأنها واقعية عملية وليست مثالية ، كما أنها تؤكد حرية الإنسان واختياره
ومسئوليته عن فعله ، وتتميز أيضا بأنها إيجابية شاملة بعيدة عن الانحراف والغلو ، وهي بذلك صالحة
لكل زمان ومكان . كما أن الإسلام شرع أحكاما لحماية المجتمع من التردي الخلقي الذي يؤدى
إلى الهلاك،وذلك واضح في العقوبات الحدية والتعزيزية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
آثـار ثبـات الأخلاق :يترتب على خاصية الثبات في الأخلاق الإسلامية الآثار والمزايا التالية :
1 - تخليص المجتمعات من ظاهرة القلق والإضرابات التي تسودها، وتمكين الأواصر الإنسانية بالود
والرحمة بينهما ، خلافا للمجتمعات التي تتبدل فيها القيم الاجتماعية بحسب التغيرات الاقتصادية ،
حيث نجدها تعيش في قلق واضطراب .
2 - التفريق بين الأخلاق والتقاليد ، فالأخلاق ثابتة لأنها جزء من الدين الموصى به ، وهي بذلك كيان
متكامل رباني المصدر ، إنساني الهدف . أما التقاليد فمن طبيعتها أن تتغير كلما تغيرت مبررات وجودها ،
ولكن ليس بالإمكان تغير الأخلاق ، لأنها تقوم على أسس ثابتة كالحق والعدل والخير .
3 - إن عامل الثبات في الأخلاق يبعث الطمأنينة في حياة الفرد ، وفي حياة المجتمع . والثبات على الأخلاق
مطلوب لأن الأمور بخواتيمها وبدون الاستقامة والثبات على الحق تفوت الثمرة ، ولا يصل المسلم إلى الغاية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قافلة الداعيات موقع ديني شامل ويهتم خصوصاً بالفتيات
http://www.gafelh.com/new/index.php
همسه
* هل تعلم أن الله عز وجل يأمرك بالصلاة ؟
قال تعالى : {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين}
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* هل تعلم أن الصلاة وصية النبي صلى الله عليه وسلم عند خروجه من الدنيا !
قال رسول الله صلى عليه وسلم وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة :
(الصلاة ، الصلاة وما ملكت أيمانكم ).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* هل تعلم أن الصلاة مفتاح كل خير ؟
قال ابن القيم الجوزي رحمه الله : (الصلاة : جلبة للرزق . حافظة للصحة دافعة للأذى ، طاردة للأدواء ، مقوية للقلب ، مبيضة للوجه ، مفرحة للنفس ، مذهبة للكسل ، منشطة للجوارح ، ممدة للقوى ،شارحة للصدر، مغذية للروح ، منورة للقلب ، حافظة للنعمة ، دافعة للنقمة ، جالبة للبركة, مبعدة من الشيطان.
يتبع ........