[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الإخوة :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه فتوى منقولة من موقع الإسلام اليوم لفتاة تود أن تكون زوجة للنبي
عليه الصلاة والسلام في الجنة وحكم الدعاء بذلك .....
السؤال
أنا فتاة معجبة كثيراً بشخصية النبي -صلى الله عليه وسلم-. فهل يجوز لي أن أحبه، وأتمنى أن يكون زوجاً لي في الجنة؟ هل يحرم علي مثل هذا التفكير؟ [/align][align=center]الجواب
الحمد لله، لا شك أن من الإيمان محبة النبي -صلى الله عليه وسلم -بل تجب محبته فوق محبة النفس والوالد والولد والناس أجمعين، كما ثبت في الصحيح عن النبي- صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين" صحيح مسلم (ح: 44) وقال سبحانه وتعالى: "النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم" [الأحزاب: 6] كما تجب طاعته في كل أمر ونهي، وتصديقه في كل ما أخبر به صلى الله عليه وسلم، والتسليم لحكمه والرضا بحكمه، قال تعالى: " وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا" [الحشر: 7] وقال: "فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما" [النساء: 65].
وهذا تحقيق شهادة أن محمداً رسول الله.
والإعجاب بالنبي – صلى الله عليه وسلم- بمعنى محبته؛ لأنه رسول الله، ولأنه على خلق عظيم كما وصفه الله، فهذا الإعجاب وهذه المحبة حق، وأعظم ثمراتها اتباعه – صلى الله عليه وسلم- وذلك برهان على محبة العبد لربه، وسبب لنيل محبة الله، قال تعالى: "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم" [آل عمران: 31].
ولم يرد عن واحدة من المؤمنات الصحابيات الدعاء بأن تكون زوجة للنبي – صلى الله عليه وسلم- في الجنة، وهن أعظم حبّاً للنبي -صلى الله عليه وسلم - من غيرهن، ولم يرد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه تكون لـه زوجات من المؤمنات سوى أمهات المؤمنين، فإنه قد اتفق أهل السنة على أنهن زوجاته في الجنة، وخيرهن وأفضلهن خديجة وعائشة، رضي الله عنهن جميعاً.
وعلى هذا فلا يجوز لك أن تتمني، أو أن تدعي أن تكوني زوجة النبي –صلى الله عليه وسلم- في الجنة؛ فإن سؤال ما لا يمكن من التعدي في الدعاء، بل سلي الله الجنة، وسليه الفردوس الأعلى؛ فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا سألتم الله تعالى الجنة فاسألوه الفردوس الأعلى فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة" رواه البخاري (ح: 2790)، ولابد أن يُتْبع هذا الدعاء بالجد والاجتهاد في طاعة الله، والاستقامة؛ فإن ذلك هو السبب للفوز بالجنة. قال تعالى: "والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم" [التوبة: 71-72].
وقال تعالى: "يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم" [الحديد: 12].
فهذا هو الطريق لنيل السعادة الأبدية، نسأل الله أن يوفقك - أيتها السائلة - للفوز بجنات النعيم. والله أعلم.
[/align]